المدونة الکبری-ج6-ص468
اصبعه ووضعه في خنصر مالك رضي الله تعالى عنه قال فاولته العلم قد اودعه النبي صلىالله عليه وسلم إليه (وعن الشافعي رضي الله تعالى عنه) قال رأيت على باب مالك دواب من افراس خراسان جاءته هديد وقيل من مصر ما رايت احسن منها فقلت له ما احسن هذه فقال هي هدية منى اليك فقلت دع لنفسك منها دابة تركبها فقال انى لاستحى من الله تعالى ان اطأ تربة فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة (وقال) الواقدي كان مالك رضي الله تعالى عنه ياتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ويجتمع إليه اصحابه ثم ترك الجلوس في المسجد فكان يصلى وينصرف إلى مجلسه وترك حضور الجنائز فكان ياتي اهلها فيعزيهم ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ولا ياتي احدا يعزيه واحتمل الناس له ذلك لاجتهاده مدة خمس وعشرين سنة حتى مات عليه وكان ربما قيل له في ذلك فيقول ليس كل الناس يقدر ان يتكلم بعذره
وقد سعى به إلى حعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو عم ابي جعفر المنصور وقالوا له انه لا يرى ايمان بيعتكم هذه بشئ فغضب جعفر ودعا به وجرده وضربه بالسياط ومدت يده حتى انخلعت كتفه وارتكب منه جعفرا امرا عظيما فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة وكانما كانت تلك السياط حليا حلى به
وبالجملة فترجمته رضي الله تعالى عنه تحتمل عدة اسفار كبار وقد افردها حماعة من المتقدمين والمتاخرين بالتصانيف العديدة قال ابن عبد البر الف الناس في فضائله كتبا عديدة
وقد ولد رضي الله تعالى عنه سنة ثلاث وتسعين على الاشهر وقيل سنة تسعين وقيل غير ذلك وحملت له امه وهي العالية بنت شريك بن عبد الرحمن الازدية وقيل انها طلحة مولاة عبيد الله بن معمر ثلاث سنين على المعروف وقيل سنتين قال ابن سعد انبأنا ممطرف بن عبد الله اليسارى قال كان مالك بن انس طيلا عظيم الهامة اصلع ابيض الرأس واللحية ابيض شديد البياض إلى الشقرة وكان يلبس الثياب العدنية الرفيعة ويكره حلق الشارب ويعيبه ولا يغير شيبه وقال مصعب الزبيري كان مالك من احسن الناس وجها