المدونة الکبری-ج5-ص360
(قلت)
أرأيت ان اكتريت دابة رجل أو استعرتها إلى موضع من المواضع فتعديت عليها فنفقت الدابة (قال) قال مالك رب الدابة مخير في أن يأخذ منك قيمة دابته يوم تعديت عليها أو يأخذ منك كراء ما تعديت به عليها ولا شئ له من قيمة الدابة فإذا كان انما أكراها منه فتعدى عليها فماتت فان رب الدابة مخير في أن يأخذ منه قيمتها يوم تعدى عليها أو الكراء من الموضع الذي ركب منه إلى الموضع الذى تعدى فيه ولا يكون عليه فيما ركبها في حال التعدي قليل ولا كثير وان أحب أن يأخذ منه كراءها إلى الموضع الاول الذي تعدى فيه وكراء ما تعدى ولا شئ له من قيمة الدابة فذلك له
(قال)
ولقد سأل رجل مالكا وأنا عنده عن رجل استعار دابة ليشيع عليها الحاج إلى ذى الحليفة فلما أتى ذا الحليفة تنحي قريبا من ذى الحليفة فنزل ثم رجع فنفقت الدابة في رجوعه (قال) قال مالك ان كان الموضع الذي تنحى إليه منزلا من منازل الناس التي ينزلونها من ذى الحليفة فلا شئ عليه وان كان تعدى من منازل الناس فأراه ضامنا
(رجل فاستحق ذلك وقد أكله)
(قلت)
أرأيت ان وهبت لرجل طعاما أو ثيابا أو اداما فأتي رجل فاستحق ذلك وقد أكله الموهوب له أو لبس الثياب فأبلاها فضمنه المستحق قيمة ما أبلى أو أكرى أيكون للموهوب له أن يرجع على الواهب بشئ من ذلك لانه غره في قول مالك (قال) انما يكون للمستحق أن يرجع على الموهوب له في هذه الاشياء أبدا إذا كان الواهب عديما لا شئ له أو لا يقدر على الواهب فأما إذا كان الواهب مليا يقدر عليه فلا ضمان على الموهوب له وانما للمستحق أن يضمن ذلك الواهب
(قلت)
فان كان الواهب عديما فضمن المستحق الموهوب له أيكون له أن يرج