المدونة الکبری-ج5-ص354
(استحقها ربها فأراد أخذ الجارية)
(قلت)
أرأيت لو ان رجلا غصب من رجل جارية فأصابها عنده عور أو عمى أو ذهاب يد من السماء ثم استحقها ربها فأراد سيدها أن يأخذ الجارية ويأخذ من الغاصب ما نقصها العيب (قال) ليس ذلك له انما له أن يأخذها بعينها ولا شئ له أو يأخذ قيمتها من الغاصب يوم اغتصبها ويسلم الجارية
(قلت)
لم (قال) لان الغاصب كان ضامنا لها يوم غصبها فما أصابها بعد ذلك من أمر من السماء فليس الغاصب بضامن لذلك وانما هو ضامن للقيمة التي كان لها ضامنا بالغصب لان الذي أصابها ليس من فعله وانما يضمن قيمتها أن لو ماتت فأما إذا أصابها عيب من ذهاب عين أو يد أو رجلأو ما أشبه هذا من العيوب فانه يقال لربها خذ قيمتها يوم غصبها أو خذ جاريتك ولا شئ لك غير ذلك
(قلت)
فان قال للغاصب لا أغرم جميع قيمتها وهذه الجارية فخذها مني وخذ منى ما نقصها العيب عندي أيكون ذلك له أم لا (قال) لا لانه قد ضمن قيمتها يوم غصبها الا أن يردها صحيحة يوم يستحقها سيدها الا أن الاسواق قد حالت والجارية لم تتغير بزيادة بدن ولا نقصان بدن أيضمن قيمتها إذا جاء ربها (قال) لا ولا يلتفت في هذا إلى حوالة الاسواق ويقال لرب الجارية خذ جاريتك ولا شئ لك غيرها وهذا كله قول مالك
(قلت)
أرأيت ان كان الغاصب هو الذى قطع يدها أيكون لربها أن يضمنه ما نقصها القطع ويأخذ جاريته في قول مالك (قال) نعم لان قطعه يدها جنابة منه وان أحب أخذ قيمتها يوم غصبها
(قلت)
أرأيت ان قطع يدها أجنبي من الناس فهرب فلم يقدر عليه فأتي ربها فاستحقها أيكون له أن يأخذ جاريته ويضمن الغاصب ما نقصها (قال) لا ليس له الا أن يأخذ جاريته ويتبع الجاني ان أحب أو يأخذ قيمتها يوم غصبها من الغاصب ويتبع الغاصب الجاني بما جنى عليها