المدونة الکبری-ج4-ص435

استطحنوهم أترى ذلك ينبغى (قال) ان من الاعمال أعمالا يجهد العبيد فيها فلا ينبغي أن يفدحوا بعمل الليل أيضا (قال) ومن العبيد عبيد انما أعمالهم خفيفة فلا بأس أن يستطحنوا بالليل من غير أن يفدحوا بذلك يطحن العبد على قدر طاقته (قال) والخدم ها هنا عندنا يعملون العمل الخفيف يستبقون بالنهار وربما طحنوا بالليل فقيل له هؤلاء العبيد الذين يعملون على الدرانيق يطلعون وينزلون (قال) لا يعجبنى هذا العمل وهو شديد وجهد وانما كان الناس فيما مضى يجرون على رقابهم وعلى الابل وهذا الدرنوق عمل يعمل وربما هلك في ذلك أيضا بعضهم

أرأيت ان استأجرت أجيرا يخدمني سنة أيكون لى أن أسافر به (قال) لا لان مالكا قال إذا استأجر الرجل الاجير على أن يخدمه في منزلة أو يبعثه في سفر ان احتاج إليه أو يرحل به ان احتاج إلى ذلك أو يحرث له أو يحصد له ان احتاج إلى ذلك (قال) أما كل عمل كان يشبه بعضه بعضا أو بعضه قريب من بعض مثل كنس البيت أو الخبز أو العجن أو ما أشبه هذه الوجوه فلا بأس بذلك وأما أن يشترط عليه ان احتاج إلى أن يبعثه إلى سفر أو يحرث له أرضا أو يعمل له في البيت فاه ذلك لا خير فيه إذا تباعد ما بين هذه الاعمال هكذا فلا خير فيه لان كراء هذا ليس مثل كراء هذا ويدخله المخاطرة ولو قصد به قصدا ثقل تلك الاعمال لم يرض سيد العبد أن يؤاجره في ذلك العمل بعينه بمثل ما آجره في غيره فهذا من المخاطرة والغرر

(قلت) أرأيت ان آجرت عبدا لى ثم بعته (قال مالك) الاجارة أولى (قلت) أرأيت إذا انقضت الاجارة أيكون للمشترى أن يأخذ العبد بذلك الثمن (قال) ان كانت اجارته قريبة اليوم أو اليومين وما أشبهه رأيت البيع جائزا وان كان أجل