المدونة الکبری-ج1-ص77
يستطع المريض أن يصلى متربعا صلى على قدر ما يطيق من قعوده أو على جنبه أو على ظهره ويستقبل به القبلة (وقال مالك) في المريض الذى لا يستطيع الصلاة قاعدا قال يصلى على قدر ما يطيق من قعوده فان لم يستطع أن يصلى قاعدا فعلى جنبه أو على ظهره تجعل رجلاه مما يلى القبلة ووجهه مستقبل القبلة (قلت) لابن القاسم أرأيت ان كان يقدر على الجلوس هذا المريض إذا رفدوه (1) أيصلى جالسا مرفودا أحب اليك أم يصلي مضطجعا (قال) بل يصلى جالسا مسنودا أحب إلى ولا يصلى مضطجعا ولا يستند بحائض ولا جنب (قال) وسألت مالكا عن الرجل يقدر على القيام ولا يقدر على الركوع والسجود كيف يصلى قال يومئ برأسه قائما للركوع على قدر طاقته ويمد يديه إلى ركبتيه فان كان يقدر على السجود سجد وان لم يكن يقدر على السجود ويقدر على الجلوس أو مأ للسجود جالسا ويتشهد جالسا في وسط صلاته وفى آخر صلاته ان كان يقدر على الجلوس فان كان لا يقدر الا على القيام صلى صلاته كلها قائما يومئ للركوع وللسجود قائما ويجعل ايماءه للسجود أخفض من الركوع (2) (قال) وسألنا مالكا عن الرجل لا يستطيع أن يسجد لرمد بعينه أو قرحة بجبهته أو صداع يجده وهو يقدر على أن يومئ جالسا ويركع ويقوم قائما أيصلى جالسا إذا كان لا يقدر على السجود(قال) لا ولكن ليقم فيقرأ ويركع ويقعد ويثنى رجليه ويومئ ايماء لسجوده ويفعل في صلاته كذلك حتى يفرغ (فقلت) لابن القاسم كيف الايماء بالرأس دون الظهر قال يومئ برأسه وبظهره (قلت) وهو قول مالك قال نعم (قال ابن القاسم) وقال مالك إذا صلى المضطجع الذى لا يقدر على القيام فليوم برأسه ايماء ولا يدع الايماء وان كان
(1) (رفدوه) أي أعانوه
(2) (قوله ويجعل ايماء للسجود أخفض الخ) تأمل هذا فانه يقتضي أنه ليس عليه أن يأتي يغاية مقدرته من الايماء خلاف ما وقع لمالك من أنه ان اقتصر من الانحطاط إلى الايماء على أقل مما تنتهي إليه قدرته فسدت صلاته اه وهذا الاختلاف راجع إلى الاختلاف في الحركة إلى الركوع والسجود وهل هما فرض مقصودتان لانفسهما أو ليستا بفرض وان الفرض الركوع والسجود ولهذا اختلف فيمن سلم من ركعتين ثم انصرف هل يرجع إلى الجلوس أم لا اه ذكره اللخمي