پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج2-ص58

مفهوم الانشاء وتعريفه

وله ( رحمه الله ): فالاولى تعريفه بانه انشاء تمليك عين بمال.

أقول: ان واقع الانشاء المقابل للاخبار وان كان من الامور الواضحة التي يعرفها الصبيان والمجانين حسب مرتكزاتهم فضلا عن البالغين، الا أنه وقع الكلام في حقيقته وفيما به يمتاز عن الاخبار.

فالمعروف بين العلماء ان الانشاء ايجاد المعنى باللفظ، ولكن هذا التعريف مزيف، لانا ذكرنا في مبحث المشتقات من مدخل علم الاصول، ان المراد من ايجاد المعنى باللفظ اما ايجاد خارجي أو ايجاد اعتباري:أما الايجاد الخارجي، فهو ضروري البطلان، بداهة ان الموجودات الخارجية برمتها مستندة الى عللها الخاصة واسبابها المعينة ومقدماتها الاعدادية، ومن الواضح الذي لا ريب فيه ان اللفظ اجنبي عنها، نعم قد يكون بعض الالفاظ من مبادي الوجود الخارجي، كالكلام العنيف المؤثر في اصفرار وجه الوجل.

الا أن هذا غريب عن ايجاد المعنى باللفظ في نظام الوجود، كما يبعد عن ايجاد المعنى باللفظ ما هو المعروف بين أهل المعقول، من أن اللفظ وجود للمعنى في عالم اللفظ، ووجه البعد ان ذلك لا يختص بالجمل الانشائية بل يعم الجمل الخبرية والمفردات ايضا.

وأما الايجاد الاعتباري، فان كان المراد به وجوده في نفس المتكلم فهو واضح الفساد، فان الاعتبار النفساني من افعال النفس، ومن المعلوم أن أفعال النفس توجد فيها بفاعليتها بلا احتياج الى عالم الالفاظ اصلا ورأسا.

وان كان المراد من الايجاد الاعتباري وجود المعنى في اعتبا