مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج2-ص33
وهي ان يفعل الواحد بالاخر مثلما يفعله الاخر به، لكي يكون كل منهما فاعلا ومفعولا، نحو ضارب زيد عمروا.
ومن الواضح ان هذا المعنى لا يتحقق بمجرد تصدى احدهما لايجاد المادة دون صاحبه، فلا يقال: ضارب زيد عمروا أو صارعه أو جادله، فيما إذا تصدى زيد لضرب عمرو أو حربه أو صراعه أو جداله، من دون ان يصدر منه احد هذه الامور، بل لو لم يصدر الفعل منه ومن صاحبه معا لعد مثل هذا الاستعمال من الاغلاط الواضحة.
نعم، قد تكون هيئة المفاعلة بمعنى الفعل المجرد، نحو سافر زيد، وقاتله الله، وواراه في الارض، وبارك في أمره، واشباه ذلك من الامثلة، وقد تكون بمعنى الكثرة والمبالغة، ولعل من القبيل الثاني قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لسمرة بن جندب: انك رجل مضار، ولا ضرر ولا ضرار علىمؤمن.
الاجارة وعدم استعمالها في نقل العين
قوله ( رحمه الله ): كما أن لفظ الاجارة يستعمل عرفا في نقل بعض الاعيان كالثمرة على الشجرة.
أقول: ان كان مراده من الثمرة على الشجرة وجودها عليها فعلا، كما هو الظاهر من كلمة على، فلا شبهة ان الثمرة ليست موردا للاجارة، بل استعمال لفظ الاجارة في نقل الثمرة غلط فاحش.
وان كان مراده من الثمرة على الشجرة شأنية ظهورها عليها، فلا ريب حينئذ في صحة تعلق الاجارة بالشجرة، وتكون الثمرة منفعتها المقصودة من اجارتها، وعلى هذا فيجوز استعمال لفظ الاجارة في نقل الثمرة استعمالا حقيقيا