پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج2-ص31

نعم يشترط رضا المشتري بفعل البائع وتحقق عنوان التبديل، ولكنه اجنبي عن قيامه بالمشتري كقيامه بالبائع، وهذا بخلاف مفهوم المبادلة فانه معنى قائم بشخصين، كما هو الشأن في باب المفاعلة، على ما عرفته في طليعة البحث.

رأي بعض مشايخنا المحققين في معنى المفاعلة والجواب عنه

قد سلك بعض مشايخنا المحققين مسلكا آخر في معنى المفاعلة (1)، وحاصله أنه قد اشتهر بين الادباء وغيرهم ان الفارق بين الهيئات المجردة وبين هيئة المفاعلة انما هو تقوم المعنى في باب المفاعلة بطرفين، الا أن المستوضح من الكتاب الكريم ومن الاستعمالات الصحيحة خلاف ذلك، كقوله تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا (2)، فان الغرض من الاية الشريفة تصدى المنافقين لخديعة الله وخديعة المومنين فقط، وغير ذلك من الايات الكثيرة الظاهرة في خلاف ما اشتهر بين الناس من معنى المفاعلة (3).

ويقال في الاستعمالات العرفية الصحيحة: عاجله بالعقوبة، وخالعالمرأة، وبارزه بالحرب، وساعده التوفيق، وواراه في الارض وغير ذلك، فان جميع ذلك بين ما لا تصح نسبة المادة فيه الى الاثنين، وبين ما لم يقصد فيه ذلك وان صحت النسبة المزبورة، وعليه فلابد من بيان الفارق بين هيئة الفعل المجرد وبين هيئة المفاعلة.

1 – هو المرحوم العلامة المحقق الشيخ محمد حسين الاصفهاني الكمباني طاب ثراه، وهو اول من تنبه لهذا الامر، كما قال العلامة الخوئي قدس الله سره في مصباح الاصول 2: 523.

2 – البقرة: 9.

3 – قال الله تعالى: ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، النساء: 142.