پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص615

ويؤيده ما في بعض احاديث العامة: ان ابراهيم (عليه السلام) كذب ثلاث كذبات، قوله: اني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله في سارة: انها اختي (1).

ولكن الروايات المذكورة كلها ضعيفة السند، كما ان بقية الاحاديث التي اطلعت عليها في القصص المزبورة مشتملة على ضعف في السند ايضا وجهالة في الراوي، فلا يمكن الاستناد إليها بوجه.

رفع غشاوة: قد يتوهم انه لا محيص ان تكون اقوال ابراهيم ويوسف المذكورةكاذبة، غاية الامر انها من الاكاذيب الجائزة، أما قول ابراهيم (عليه السلام): اني سقيم، وقول يوسف (عليه السلام): ايتها العير انكم لسارقون، فصدق الكذب عليهما واضح.

وأما قول ابراهيم (عليه السلام): بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون، فلان الشرط فيه اما أن يرجع الى السؤال المذكور فيه، واما أن يرجع الى الفعل، فان كان راجعا الى السؤال انحلت الاية الكريمة الى قضيتين: احداهما حملية، وهي قوله تعالى: بل فعله كبيرهم هذا، والثانية انشائية مشروطة، وهي قوله تعالى: فاسألوهم ان كانوا ينطقون.

أما القضية الاولى فهي كاذبة لكونها غير مطابقة للواقع، واما القضية الثانية فهي انشائية لا تتصف بالصدق والكذب، وان كان راجعا الى الفعل الذي نسبه الى كبيرهم كانت الاية مسوقة لبيان قضية شرطية، مقدمها قوله تعالى: بل فعله كبيرهم هذا، وتاليها قوله تعالى: كانوا

1 – راجع سنن البيهقي 10: 198، ومجمع البيان ط صيدا 4: 450.