مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص470
ما جرى عليه العرف واللغة (1)، من كونه بمعنى الكدر والخديعة والخيانة، ويعبر عنه في لغة الفرس بكلمة: گول زدن، ولا يتحقق ذلك الا بعلم الغاش وجهل المغشوش، فإذا كان كلاهما عالمين بالواقع أو جاهلين به، أو كان الغاش جاهلا والمغشوش عالما انتفى مفهوم الغش.
ثم انه لا يعتبر في مفهوم الغش انحصار معرفته بالغاش، فان اكثر افراد الغش يعرفه نوع الناس بامعان النظر، خصوصا من كان من اهل الفطانة والتجربة، ومن كان شغله الغش، فانه لا شبهة ان من الغش جعل الجيد من الحبوب على ظاهر الصبرة ورديه في باطنها، وبيع الامتعة في الظلال، ومن الواضح ان نوع الناس يلتفتون الى الغش في امثال ذلك بتدقيق النظر، ولو اختص مفهوم الغش بما انحصر طريق معرفته بالغاش لم يبق له الا مورد نادر.
نعم قد تنحصر معرفته بالغاش كمزج اللبن بالماء، وخلط الدهن الجيد بالدهن الردي، ووضع الحرير ونحوه في مكان بارد ليكتسب ثقلا، وبيع الحيوان مسموما لا يبقى ازيد من يوم ويومين، وغير ذلك من الموارد التي لا يطلع على الغش الا خصوص الغاش فقط، ولكن هذا لا يوجب اختصاص الغش بتلك الموارد وعدم تحقق مفهومه في غيرها.
وقد ظهر مما ذكرناه ان الغش لا يصدق لغة ولا عرفا على الخلط
1 – في لسان العرب: الغش نقيض النصح، وهو مأخوذ من الغشش المشرب الكدر، انشد ابن الاعرابي: ومنهل تروي به غير غشش، اي غير كدر ولا قليل، قال: ومن هذا الغش في البياعات (لسان العرب 6: 323).
وفي مجمع البحرين: المغشوش الغير الخالص (مجمع البحرين 4: 145).
وفي المنجد: غشه أظهر له خلاف ما اضمره، وخدعه، الغش بالكسر اسم من الغش، بالفتح الخيانة، المغشوش غير الخالص (المنجد: 550).