مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص456
5 – الاعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الالات على النسب الهندسية، كراقص يرقص، وكفارسين يقتتلان، وكراكب على فرسه وفي يده بوق كلما مضى ساعة من النهار ضرب البوق من غير أن يمسه احد، ومن هذا القبيل الصور المصنوعة لاهل الروم والهند، بحيث يراها الناظر إليها انسانا على كيفيات مختلفة ضاحكة وباكية حتى يفرق فيها بين ضحك السرور وضحك الخجل وضحك الشامت.
فهذه الوجوه كلها من لطائف التخابيل، وكان سحر سحرة فرعون من هذا الضرب، ومن ذلك ايضا تركيب صندوق الساعات، وعلم جر الاثقال والاجسام العظيمة بآلات خفيفة، وهذا النوع في الحقيقة لا ينبغي أن يعد من السحر فان لها اسبابا معلومة معينة، ومن اطلع عليها قدر على ايجادها وحيث لم يصل إليها الا الفرد النادر لصعوبتها عدها اهل الظاهر من السحر – انتهى ملخص كلامه.
أقول: ان ايجاد الصنايع المعجبة وتركيب الامور الغريبة كما هو المعروف كثيرا في العصر الحاضر، كالطائرات والقطارات والسيارات وسائر أدوات النقل والالات العجيبة المعدة للحرب ليس من المحرمات بعناوينها الاولية الا إذا انطبقت عليه عناوين محرمة اخرى، وليس من مقولة السحر كما اعترف به المجلسي، ولم يثبت كون سحر سحرة فرعون من هذا القبيل.
6 – الاستعانة بخواص الادوية، مثل ان تجعل في الطعام بعض الادوية المبلدة أو المزيلة للعقل، أو الدخن المسكر البخور، أو عصارة البنج المجعول في الملبس، وهذا مما لا سبيل الى انكاره، فان اثر المغناطيس شاهد – انتهى ملخص كلام المجلسي.
أقول: هذا النوع ايضا خارج عن السحر موضوعا وحكما، وانما هي