مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص358
ويضاف الى ما ذكرناه ان الصورة في اللغة (1) وان كانت مساوقة للشكل وشاملة لصور ذوات الارواح وغيرها، الا أن المراد بها في المقام صور ذوات الارواح فقط، لما ورد في جملة من الروايات التي سنذكرها ان: من صور صورة كلفه الله تعالى يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ (2).
ومن الواضح ان الامر بالنفخ ولو كان تعجيزا انما يمكن إذا كان المورد قابلا لذلك، ولا شبهة ان نفس الاشجار والاحجار والبحار والشطوط ونحوها غير قابلة للنفخ، فضلا عن صورها، فان عدم القدرة على النفخ
1 – في اقرب الموارد: شكل الشي صوره، وفيه ايضا: صوره تصويرا جعل له صورة وشكلا، وهكذا في المنجد وغيره.
2 – عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من مثل تمثالا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيه الروح (الكافي 6: 527، المحاسن: 615، عنهما الوسائل 5: 304)، مرسلة.
وعن الحسين بن المنذر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاثة معذبون يوم القيامة – الى ان قال: – ورجل صور تماثيل يكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ (الكافي 6: 528، المحاسن: 616، عنهما الوسائل 5: 305)، ضعيفة للحسين.
عن سعد عن أبي جعفر (عليه السلام): ان الذين يؤذون الله ورسوله هم المصورون، ويكلفون يوم القيامة أن ينفخوا فيها الروح (المحاسن: 616، عنه الوسائل 5: 307)، ضعيفة لسعد وأبي جميلة المفضل بن صالح الاسدي.
في حديث المناهي قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن التصاوير، وقال: من صور صورة كلفه الله تعالى يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ – الى ان قال: – ونهى أن ينقش شئ من الحيوان على الخاتم (الفقيه 4: 3، عنه الوسائل 17: 297)، ضعيفة لشعيب بن واقد.
وعن الخصال عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بفاعل (الخصال: 109، عنه الوسائل 17: 297)، مجهولة لعكرمة وغيره.
وفي رواية اخرى عن أبي عبد الله (عليه السلام): من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها (الخصال: 108، عنه الوسائل 17: 297)، مجهولة لمحمد بن مروان الكلبي.
وعلى هذا النهج احاديث العامة، راجع سنن البيهقي 7: 269.