مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص213
1 – ان الظاهر من الرجس هي الاشياء التي يحكم عليها بالنجاسة بعناوينها الاولية، فيختص بالاعيان النجسة ولا يشمل الاعيان المتنجسة، لان النجاسة فيها من الامور العرضية.
2 – ان الرجس في الاية لا يراد منه القذارة الظاهرية لكي ينازع في اختصاصه بالاعيان النجسة أو شموله الاعيان المتنجسة ايضا، بل المراد منه القذارة المعنوية، اي الخمسة الموجودة في الامور المذكورة في الاية، سواء كانت قذرة بالقذارة الحسية ايضا ام لم تكن.
والذي يدل على ذلك من الاية اطلاق الرجس على الميسر والانصاب والازلام، فان من البديهي ان قذارة هذه الاشياء ليست ظاهرية، ولا شبهة في صحة اطلاق الرجس في اللغة على ما يشمل القذارة الباطنية ايضا (1).
وعليه فالاية انما تدل على وجوب الاجتناب عن كل قذر بالقذارة الباطنية التي يعبر عنها في لغة الفرس بلفظ: پليد، فتكون المتنجسات خارجة عنها جزما.
3 – ان جعل المذكورات في الاية من عمل الشيطان اما من جهة كون الافعال المتعلقة بالخمر والانصاب والازلام رجسا من عمل الشيطان،كما يشير إليه قوله تعالى: انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله (2).
1 – في مجمع البيان (2: 239): رجس اي خبيث، وفي مفردات الراغب (188): الرجس الشئ القذر، يقال: رجل رجس ورجال ارجاس، والرجس على أربعة أوجه اما من حيث الطبع، واما من جهة العقل، واما من جهة الشرع، واما من كل ذلك، وفي القاموس: الرجس – بالكسر – القذر والمأثم، وكل ما استقذر من العمل والعمل المؤدي الى العذاب، وفي المنجد (250): رجس رجاسة عمل عملا قبيحا.
2 – المائدة: 93.
وفي مجمع البيان: والمعنى يريد الشيطان ايقاع العداوة بينكم بالاغواء المزين لكم ذلك، حتى إذا سكرتم زالت عقولكم وأقدمتم على القبائح على ما يمنعه منه عقولكم، قال قتادة: ان الرجل كان يقامر في ماله وأهله فيقمر ويبقى حزينا سليبا فيكسبه ذلك العداوة والبغضاء (مجمع البيان 2: 240).