مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص54
الفرج منه، كما في رواية العياشي (1).
وأما الرعاية فاستحبابها لما فيها من استكمال النفس وتحصيل الاخلاق الحسنة وتمرين الطبع على ادارة شؤون الرعية وازالة الاوصاف الرذيلة من السبعية والبهيمية، فان من صرف برهة من الزمان في تربية الحيوان صار قابلا لادارة الانسان.
ومن هنا كان الانبياء قبل بعثتهم رعاة للاغنام، كما في رواية عقبة المتقدمة: ما بعث الله نبيا قط حتى يسترعيه الغنم ويعلمه بذلك رعية الناس، وفي النبوي المتقدم: ما من نبي الا وقد رعي الغنم، قيل: وأنت يا رسول الله، قال: وأنا.
وعلى كل حال فالزراعة والرعي مستحبان في أنفسهما بما انها فعلانصادران من المكلف لا بعنوان التكسب بهما كما هو محل الكلام، فلا يصلحان مثلا لما نحن فيه.
وأما الصناعات بجميع اقسامها فهي من الامور المباحة ولا تتصف بحسب أنفسها بالاستحباب فضلا عن الوجوب، فلا يكون التكسب بها الا مباحا، نعم انما يطرء عليها الوجوب إذا كان تركها يوجب اخلالا بالنظام، وحينئذ يكون التصدي لها واجبا كفائيا أو عينيا، وهذا غير كونها واجبة بعنوان التكسب.
ازالة شبهة: قد يقال: ان وجوب الصناعات من جهة اداء تركها ان اختلال النظام يقتضي أن يكون التكسب بها مجانيا، ولكن هذا يفضي الى الاخلال
1 – عن الحسين بن ظريف، عن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وعلى الله فليتوكل المتوكلون، قال: الزارعون (تفسير العياشي 2: 222، عنه الوسائل 17: 42، المستدرك 13: 461، والاية في ابراهيم: 12)، مهملة لحسين بن ظريف