پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص15

وقد كان المؤلفون القدماء كثيرا يقولون: ان أسواق العلوم كاسدة وتجارتها غير مربحة، وان الناس قد رغبت عنها الى ملاذ الدنيا وشهواتها، وقصرت بانظارها الى الحطام العاجل والعرض الزائل،وانهم قد استأثروا الكسل على الجد والنوم على السهر والراحة على العمل، وان الدنيا قد أدبرت عن ورثة الرسالة وأصحاب الامانة، وأمثال هذه الكلمات صارت عنوانا لفواتح الكتب ومستهلات الخطب والرسائل.

وأما نحن، فلنا ان نفتخر بحمد الله وافضاله على هذا العهد الزاهي، الذي ازدهرت فيه انوار العلوم، وأشرقت فيه شموس المعارف، وأصبحت الامم من كل حدب وصوب يتجهون الى هذه المدينة المقدسة، مدينة سيد العلماء على الاطلاق بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، وازدحمت المدارس بطلابها، وضاقت بهم ارجاؤها، نحمده تعالى على هذه الموهبة الجليلة والنعمة الجسيمة، ونسأله ان يوفقنا لخدمات الدين واحياء شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، وأن يجعلنا من المشمولين لقوله عز من قائل: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم.

محمد علي التوحيد