پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص184

ليس من الاجراء ولا الحرصاء، بل هو من العرفاء بالله والمخلصين من اوليائه تعالى.

فتحصل من جميع ذلك صحة صلوة الخائف والطامع وهى دليل على ان العبرة في الصحة ليست الا اطاعة امر الله تعالى بلا تشريك غيره فيها، ولا ينظر إلى غايات محركة للطاعة والعبادة.

وان شئت قلت انه بعد ما كان الداعي ليس عبارة عن الخطور بل هو المحرك وبعد ما كان المحرك التام وعلة فاعلية الفاعل بحسب متن الواقع هو الخوف من العذاب أو الطمع إلى المشتهيات بلا دخالة شئ آخر فيه وانما يقال: افعل كذا لان يدخلنى الله الجنة أو لخوف الدخول في نار الله، لمجرد كون المورد كذلك، وان الجنة والنار بيد الله وتحت قدرته، لا لان العلة للايجاد الجنة مع تلك الاضافة أو نفس الاضافة وهو نظير ان يقال: ان الشمس في الفلك الرابع مشرقة والنار في جهنممحرقة حيث لا يراد نفى علية الشمس والنار بذاتهما، بل بيان للمورد والواقعة فإذا كان الامر بحسب الواقع في متعارف الناس والمكلفين كذلك لا يعقل امرهم بما هو خارج عن تحت قدرتهم، ضرورة ان حصول الخلوص التام طولا و عرضا لا يمكن لمتعارف الناس ; بل ولا لخواصهم الا من عصمه الله تعالى فلو كان الاخلاص التام معتبرا لسقط التكليف عن عامة الناس لعجزهم عنه، مع انه لو كان الامتثال والعبادية لا يحصل الا بالخلوص الكذائي كان على الله تعالى واوليائه (ع) بيانه وارشاد الناس إليه وتكليفهم به، لا الترغيب فيما يضاده وينافيه، مضافا إلى ان في الآيات والروايات ما تدل على ان للاعمال الحسنة آثارا ولوازم في النشأة الاخرة كظاهر قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.

(1) (الخ) وقد ورد حديث (2) عن

(1) سورة الزلزال – الاية 7.

(2) راجع مجمع البيان – في تفسير هذه الاية.