المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص248
عيناه وسمعته اذناه فهو من اللذين قال الله عزوجل: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم ومرسلاته بحكم الصحاح لكن في محكى امالي الصدوق روايتها عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران عنه عليه السلام وهو اما النهدي الثقة وهو الاقرب بناء على ان ابن ابى عمير لا يرسل الا عن ثقة والظاهر انها عين المرسلة أو من آل اعين وهو حسن لو لم يكن ثقة باعتبار عده ابن ابى عمير في محكى الامالى بسند صحيح من مشايخه مع ابان بن عثمان وهشام بن سالم، بل يمكن الاستشهاد على وثاقته بارسال ابن ابى عمير عنه على هذا الاحتمال، لكن يحتمل ان يكون ارساله عن هشام كما في الرواية الآتية ولا بأس به بعد وثاقة هشام، وكيف كان فالرواية صحيحة دالة على ان مطلق الغيبة داخل في الآية الكريمة فتدل على ان المراد بالآية ليس الحبب فقط ولا الشياع بمعناه المعروف، بل مطلق الاظهار وكشف الستر ولو كان المراد به الالحاق الحكمى بلسان الالحاق الموضوعي كما سنشير إليه في استماع الغيبة فلا يضربا لاستدلال على المطلوب.
وكما في تفسير البرهان عن تفسير على بن ابراهيم (1) قال: حدثنى ابى عنابن ابي عمير عن هشام عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن: ما رأت عيناه و سمعت اذناه كان من الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة.
وفي مجمع البحرين (2) وروى فيما صح عن هشام عن ابي عبد الله عليه السلام، وعليه فلا شبهة في كونها من الكبائر ولو فسرت بما أو عد الله تعالى عليه النار.
ويمكن الاستدلال على كونها كبيرة بالاخبار الكثيرة البالغة حد التواتر اجمالا المشتملة على الايعاد على النار والعذاب من رسول الله صلى الله عليه وآله والائمة الطاهرين (3) بناء على ان ايعادهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما دلت عليه الروايات بل هو
(1) في تفسير قوله تعالى (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة الخ) سورة النور – الاية 19 – (2) في لغة (شيع) (3) راجع المصادر المذكورة سابقا.