جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج6-ص228
وصحيحة سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام ” في رجل ضرب رجلا في راسه فثقل لسانه إنه يعرض عليه حروف المعجم كلها ثم يعطى الدية بحصة ما لم يفصح ” (1).
وما رواه الشيخ مقطوعا عن النوفلي، وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام ” قال اتي أمير المؤمنين عليه السلام برجل ضرب فذهب بعض كلامه وبقي البعض، فجعل ديته على حروف المعجم، ثم قال: تكلم بالمعجم، فما نقص من كلامه فبحساب ذلك والمعجم ثمانية وعشرون حرفا، فجعل ثمانية وعشرون جزء، فما نقص من كلامه فبحساب ذلك ” (2).
وصحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ” قال: إذا ضرب الرجل على راسه فثقل لسانه عرضت عليه حروف المعجم، فما لم يفصح به منها يؤدي بقدر ذلك من المعجم، يقال أصل الدية على المعجم كله، يعطى بحساب ما لم يفصح به منها، وهي تسعة وعشرون حرفا ” (3).
ويمكن أن يقال: الحروف المعجمة في لغة العرب ثمانية وعشرون، إن عد الهمزة والالف حرفا واحدا وإلا فهما اثنان، وفي لغة الفرس حروف آخر لم تكن في لغة العرب، ولاتعرض لها في الاخبار كما أنه لا تعرض لصورة قطع بعض اللسان وعدم النقصان في التلفظ بالحروف المذكورة، فالحكم بعدم الدية والارش بعيد، والحكم بالدية مع ملاحظة النسبة مع جرم اللسان أيضا بعيد، وحيث إن لازمه أن يلاحظ مع قطع نصف اللسان مثلا وذهاب النطق بالنسبة إلى الاقل من النصف لزوم نصف الدية، ولعل هذا خلاف ظواهر الاخبار، فلا يبعد في صورة حصول النقصان في التلفظ بالحروف الفارسية غير الحروف المذكورة وحصول القطع في جرم اللسان بدون النقصان في التلفظ الحكومة والارش، لحصول النجاية وعدم التقدير من طرف الشرع.