جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج1-ص250
الاخبار السابقة على التقية وقد يقال: بكون هذه الاخبار الدالة على مذهب المشهور شارحة بالنسبة إلى تلك الاخبار، ولا يخفى بعدهما، اما حديث الحكومة والشرح فبعيد من جهة ان غروب الشمس كطلوعه ليس امرا مجملا يحتاج إلى الشرح نعم قد يصح بنحو التنزيل اخراج بعض افراد حقيقة عن حكمها بلسان نفى الحقيقة أو إدراج ما ليس من افراد الحقيقة فيها حكمها بلسان انه منها وما نحن فيه لا يستقيم هذا كما لا يخفى على من لاحظ تلك الاخبار مع كون الغروب وسقوط القرص من المفاهيم الواضحة التي لا يرتاب فيها، مضافا إلى السؤال عن الداعي إلى ذكر لفظ الغروب وإرادة معنى آخر بعنوان الشرح والحكومة واما الحمل على التقية فمشكل من جهة اخذ الفقهاء – رضوان الله تعالى عليهم – بالاخبار في مقام إثبات امر آخر من اشتراك الوقت واختصاصه بل في المقام ايضا غاية الامر انهم جعلوا ذهاب الحمرة علامة المغرب فلا حظ المتن حيث جعل الحمرة طريق المعرفة فلا يكون الاخبار معرضا عنها، نعم القدر المسلم رجحان التأخير إلى ذهاب الحمرة وكانه كان من المسلمات عند الشيعة بحيث يعرف الشيعي من غيره بالتأخير إلى ذهاب الحمرة ولعل هذا هو الوجه في دعاء بعض الاصحاب حيث رأوا صلاة الامام عليه السلام قبل ذهاب الحمرة قبل أن يعرفوه والا فكيف يصلي الامام عليه السلام قبل الوقت مع عدم حضور من يتقي منه كما هو الظاهر وقد يستشهد للحمل على التقية بقوله عليه السلام في ذيل خبر عبد الله بن وضاح (وتأخذ الحائطة لدينك) حيث ان الامر بالاحتياط في الشبهة الحكمية ليس من شأن العالم بالاحكام فيحمل على الاحتياط من جهة اخرى وهي التحفظ عن المخالف وفيه نظر من جهة احتمال ان يكون الامر بالتحفظ عن فوت الفضيلة وكما ان الواجبات من الدين كذلك المستحبات ولا أقل من الاجمال، ومع ذلك كله مخالفة المشهور مشكلة والاحتياط بترك تأخير الظهر والعصر عن الاستتار والمبادرة إلى فعلهما مع التأخير وتأخير المغرب والعشاء إلى ذهاب الحمرة.
(الثانية قيل: لا يدخل وقت العشاء حتى تذهب الحمرة المغربية ولا يصلى قبله إلا مع العذر والاظهر الكراهية) واحتج لهذا القول بصحيحة الحلبي قال: