پایگاه تخصصی فقه هنر

جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج1-ص182

المعتبر مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (جعلت لي الارض مسجدا وترابها طهورا) محل تأمل ونظر من جهة انه بعد تعارض اقوال اللغويين تصير الآية مجملة، وعلى فرض الوثوق بقول من فسر بمطلق وجه الارض تصير مطلقة قابلة للتقييد، وما ذكر من أن المتبادر القصد إلى الشئ بالمضي إلى نحوه لا ينافي إرادة التراب كما لا يخفى، فان التراب ايضا غير منقول، مضافا إلى انه لم يعتبر هذا قطعا في التيمم، وكيف تضعف الرواية مع عمل مثل السيد (قده) مع أنه لا يعمل إلا بقطعيات الروايات، حيث لا يعتمد على أخبار الآحاد مجردة عن القرائن القطعية ولم يحرز وحدة والرواية، الا ترى نقل هذا المضمون بعبارات مختلفة، فلعلها اخبار حاكية عن معنى واحد بعبارات مختلفة، هذا مع اختلاف الاخبار، ففي بعضها التعبير بالارض وفى بعضها التعبير بالتراب، فمن القسم الاول صحيحة ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إذا لم يجد الرجل طهورا وكان جنبا فليمسح من الارض وليصل – الخ -) (1) ونحوها صحيحة الحلبي (2) وفي صحيحة اخرى: (إن رب الماء هو رب الارض) (3) ومن القسم الثاني ما في الصحيح عن جميل بن دراج ومحمد بن حمران انهما سألا أبا عبد الله عليه السلام عن إمام قوم أصابته جنابة في السفر وليس معه من الماء ما يكفيه للغسل أيتوضأ بعضهم ويصلي بهم؟ فقال عليه السلام: (لا، ولكن يتيمم الجنب ويصلى بهم، فان الله – عزوجل – جعل التراب طهورا كما جعل الماء طهورا) (4) وفي خبر معاوية بن ميسرة: (إن رب الماء هو رب التراب) (5) و صحيحة رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (إذا كانت الارض مبتلة ليس فيها تراب ولا ماء فانظر أجف موضع تجده فتيمم منه فان ذلت توسيع من الله – عزوجل – قال: (فان كان في ثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمم من غباره أو شئ مغبر، وإن

(1) التهذيب ج 1 ص 197 تحت رقم 572.

(2) و (3) الكافي ج 2 ص 63 تحت رقم 3 و 4.

(4) الكافي ج 3 ص 66 تحت رقم 3.

(5) التهذيب ج 1 ص 195 تحت رقم 564.