مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج15-ص17
وجدته.
نعم، ورد في بعض الاخبار: أنه يورث السقم في الجسد ويهيج الداء (1)، من غير جعل ذلك تعليلا للتحريم.
وفيه أيضا: أنه من أكل الطين وضعف عن العمل – الذي كان يعمله قبل أن يأكله – يعذب عليه (2).
ثم كما أشرنا إليه يعم التحريم القليل منه والكثير إذا كان قليله مضرا أيضا.
وأما ما يضر كثيره دون قليله – كالافيون (3) والسقمونيا (4) وشحم الحنظل وغيرها – فالمحرم منه ما بلغ ذلك الحد دون غيره، وكذا ما يضر منفردا دون ما إذا اضيف إلى غيره ولو كان كثيرا لا يحرم الكثير المضاف إليه أيضا، وما يضر تكريره دون أكله مرة يحرم التكرير خاصة.
والضابط في التحريم: ما يحصل به الضرر.
والضرر الموجب للتحريم يعم الهلاكة وفساد المزاج والعقل والقوة وحصول المرض أو الضرر في عضو.
وبالجملة: كل ما يعد ضررا عرفا، للاجماع، وإطلاق رواية المفضل (5).
وهل يناط التحريم بالعلم العاري الحاصل بالتجربة وقول جمع منالحذاق ونحوهما، أو يحرم بغلبة الظن أيضا ؟ صرح في الكفاية بالثاني (6).
وهو الاحوط، وإن كان الاصل يقوي الاول.
(1) انظر الوسائل 24: 220 أبواب الاطعمة المحرمة ب 58.
(2) انظر الوسائل 24: 220 أبواب الاطعمة المحرمة ب 58.
(3) الافيون: عصارة لبنية تستخرج من الخشخاش – انظر المنجد: 13.
(4) السقمونيا: نبات يستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة وتجفف وتدعى باسم نباتها، وله خواص – انظر القاموس 4: 130.
(5) المتقدمة في ص: 15، 16.
(6) كفاية الاحكام: 251.