پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص61

من ظله وشملهم من فضله، وأباحهم من مراتعه وسوغهم من شرايعه، ليستمر نفاق سوقهم ويشمروا للاجتهاد فيه عن سوقهم، دلت ألفاظه الكريمة على استدعاء ما يكون تذكرة لاهل الوداد وعهدا ” يجدد به ما اختلقته يد العباد، فعند ذلك أحببت أن أدخل فيمن سارع إلى امتثال أوامره لاكون في جملة من شرفه بذكره وتخطرهبخواطره، فأقول: إن الشعر من أفضل مشاعر الادب وأجمل مفاخر العرب، به تستماح المكارم وتستعطف الطباع الغواشم، وتشحذ الاذهان وتستل الاضغان، ويستصلح الرأي الفاسد وتستشأر الهمم الجوامد، لكنه عسر المطلب خطر المركب، لافتقاره إلى امور غريزية واخرى كسبية، وهي شديدة الامتناع بعيدة الاجتماع، فالمعتذر عن التعرض له معذور والمتعرف بالقصور عنه مشكور، وقد كنت زمن الحداثة أتعرض لشئ منه ليس بالمرضي فكتبت أبياتا ” إلى والدي – رحمه الله – أثني فيها على نفسي بجهل الصبوة، وهي: ليهنك أني كل يوم إلى العلى

اقدم رجلا لا تزل بها النعل وغير بعيد أن تراني مقدما “

على الناس طراليس في الناس لي مثل تطاوعني بكر المعاني وعونها

وتنقاد لي حتى كأني لها بعل ويشهد لي بالفضل كل مبرز

ولا فاضل إلا ولي فوقه فضل فكتب – رحمه الله – فوق هذه الابيات ما صورته: لئن احسنت في شعرك لقد أسأت في حق نفسك، أما علمت أن الشعرصناعة من خلع العفة وليس الحرفة، والشاعر ملعون وإن أصاب، ومنقوص وإن أتى بالشئ العجاب، وكأني بك قد أوهمك الشيطان فضيلة الشعر، فجعلت تنفق ما تلفق بين جماعة لم يعرفوا لك فضيلة غيره فسموك به، وكان ذلك وصمة عليك أخر الدهر، ألم تسمع: ولست أرضى أن يقال شاعر

تبا لها من عدد الفضائل فوقف خاطري عند ذلك حتى كأني لم أقرع له بابا ولم أرفع له حجابا “، واكد