پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص99

مدة اخرى انسجامها، ونشظ الاجتهاد عل الطريقة الاصولية بعد ضمور واختفاء.

ومما يروى من سيرة هذا الفقيه الجليل الشيخ يوسف أنه رغم الصراعالطويل الذي خاضه مع الوحيد البهبهاني في أمر الاصول والاجتهاد أوصى أن يصلي عليه بعد وفاته الوحيد البهبهاني دون غيره من معاصريه، وهذه درجة عاليه من التجرد عن الانانية لا يناله إلا ذو حظ عظيم من الاخلاص لله تعالى.

الوحيد البهبهاني: حمل الوحيد البهبهاني لواء اللدعوة إلى الخط الاصولي، وواجه الاخباريين في النجف وبهبهان وكربلاء، وفي تأليفاته ودروسه ومحاوراته التي كان يجريها مع علماء المدرسة الاخبارية.

حل في بهبهان ثلاثين سنة، وكانت هذه المدينة تضم جمعا من فقهاء البحرين الاخباريين فتحولت المدرسة العلمية في عهده في هذه المدينة إلى الاتجاه الاصولي.

وانتقل إلى كربلاء وبقي إلى آخر عمره في كربلاء وتوفي فيها.

ولما حل الشيخ الوحيد في كربلاء كان الاتجاه الاخباري – كما ذكرنا – هو الاتجاه السائد، وكان الشيخ يوسف البحراني زعيم هذا الاتجاه العلمي، فبدأ الوحيد يعمل ضذ هذا الاتجاه في دررسه وتأليفه ومحاوراته، فلم يمض مدة حتاستقطب فضلاء طلاب الشيخ يوسف البحراني، كالسيد مهدي بحر العلوم والسيد مهدي الشهرستاني، وتحول جمع من تلاميذ الشيخ يوسف من درسه إلى درس الوحيد البهبهاني.

وكان همه الاول خلال هذه الفترة هو تكريس الاتجاه الاصولي ونقض ونقد الاتجاه الاخباري وإعادة الانسجام والاعتدال إلى مدرسة أهل البيت في الفقه.

وكان الشيخ الوحيد محاورا قويا وقادرا على إدارة الحوار بصورة ممتازة