پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص5

وهكذا جاء زين الدين العاملي (الشهيد الثاني) (المتوفى سنة 965 هك) في وسط علمي أخذت الفقاهة التحقيقية مدارجها إلى الصعود.

واقتفى أثره الفاضلان الشيخ حسن صاحب ” المعالم ” والسيد محمد صاحب ” المدارك “.

ثم جاء فقيه أهل البيت المحدث البحراني (المتوفى سنة 1186 هك) وقد وسع في كتابة الفقه المستدل بشكل مبسط جامع في أحسن تبويب وأجمل ترتيب.

وهكذا نبغ في أواخر القرن الثاني عشر الاستاذ الاكبر الوحيد البهبهاني (المتوفى سنة 1206 هك)، فجدد النظر في اصول معرفة رجال الاسناد وأخرجها عن اسلوبها التقليدي إلى اسلوب تحقيقي.

ثم جاء الشيخ الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء (المتوفى سنة 1228 هك)، وكان رافعا راية التحقيق في دور جديد بلغ غايته في البحث والتمحيص.

وهكذا إلى أن حظي مستهل القرن الثالث عشر بعلماء جهابذة ازدهرت بهم معاهد التحقيق في الحوزات العلمية، خصوصا في فني الاصول والفقه.

ومولانا الجليل السيد مير علي الطباطبائي (المتوفى سنة 1231 هك)، أحد هؤلاء الافذاد والذي ألف كتابه الشريف (رياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل) حيث أجمع فيه جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات بصورة موسعة ومستدلة (1).

وكان – رحمه الله – ذا قدرة جبارة في رد الفروع إلى الاصول، حيث كان في كرسي تدريسه يجول ويصول صولة الاسد الضرغام.

فجزى الله جميع العلماء العاملين – المذكورين منهم وغيرهم – عن الاسلام خير الجزاء.

وقد قامت المؤسسة – والحمد لله – بتحقيق هذا السفر الجليل واستخراج منابعه


1) لا يخفى أن هذا الكتاب هو شرح مبسط على كتاب (المختصر النافع) الذي ألفه في نجم الدين الشيخ أبو القاسم الحلي المعروف بك ” المحقق الاول ” ويسمى بك ” الشرح الكبير “.