پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص143

حسب ما عرفت – شرط، لا الحكمية، بل صريح بعضها ذلك، مثل روايةالعبيدي (1) وما ماثلها.

وأما الروايات المتواترة، فقد عرفت دلالتها على ذلك أيضا، وكذا الإجماع وغيره.

على أنه يحتمل أن يكون شرطا، فمع الاحتمال لا يمكن الاستدلال، إذ لعل حكم الليلة الماضية بالنسبة إلى الصوم والفطر هو تلك الرؤية، كما اتفق عليه الفقهاء من دون ظهور خلاف، بل ظهور عدم الخلاف، كما عرفت، واتفقت عليه الأدلة المذكورة التي لا يمكن التأمل فيها.

فما صدر عن قليل من علماء أمثال زماننا ليس إلا محض الغفلة، كما ينادي بذلك كلماتهم، فلاحظ وتأمل.

مع [ أن هذا ] الاحتمال مجرد احتمال، بل الظاهر مرجوحيته بالنسبة إلى الاحتمالين الآخرين، كما لا يخفى على الفطن.

ثم اعلم أن صاحب ” الوافي ” قال: يجب حمل رواية المدائني على خصوص ما بعد الزوال، حملا للمطلق على المقيد (2).

فيه، أن ذلك موقوف على التقاوم والتكافؤ سندا، وقد عرفت المرجحات للمطلق، والمضعفات للمقيد، إذ لا حد لها ولا إحصاء، بل لا يبقى بعد ذلك تسامحبما ذكره.

وأما المتن، فلابد من التكافؤ أيضا، بل كون المقيد أقوى، حتى يقدم على المطلق، ومعلوم أن الأمر هنا بالعكس، بل وأي نسبة بينهما، لأن المطلق موافق للقرآن في موضعين وللفتاوي، بل الإجماع والأخبار المتواترة، بل وصريح


(1) وسائل الشيعة: 10 / 279 الحديث 13413، وقد مرت الإشارة إليه آنفا.

(2) الوافي: 11 / 148 ذيل الحديث 10584، وهو منقول بالمعنى.