مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج14-ص180
يثبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) (1).
ومن طريق الخاصة ما رواه محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام، قال سمعته يقول: (الغناء مما وعد الله عليه النار، وتلا هذه الاية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (2).
وروى أبو بصير قال: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور) قال: الغناء) (3).
وفي معناها أخبار كثيرة (4).
والمراد بالغناء الصوت المشتمل على الترجيع المطرب.
كذا فسره به المصنف – رحمه الله – وجماعة (5).
والاولى الرجوع فيه إلى العرف، فما يسمى فيه غناء يحرم، لعدم ورود الشرع بما يضبطه، فيكون مرجعه إلى العرف.
ولا فرقفيه بين وقوعه بشعر وقرآن وغيرهما.
وكما يحرم فعل الغناء يحرم استماعه، كما يحرم استماع غيره من الملاهي.
أما الحداء بالمد – وهو الشعر الذي يحث به الابل على الاسراع في السير –
(1) سنن البيهقي 10: 223، تلخيص الحبير 4: 199 ح 2113، الدر المنثور 6: 505، الدرر المنتثرة: 100 ح 308.
(2) الكافي 6: 431 ح 4، الوسائل 12: 226 ب (99) من أبواب ما يكتسب به ح 6.
(3) الكافي 6: 431 ح 1، الوسائل 12: 227 الباب المتقدم ح 9.
(4) راجع الوسائل: 12، 225 ب (99) من أبواب ما يكتسب به.
(5) إرشاد الاذهان 2: 156، الدروس الشرعية 2: 126.