مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج9-ص365
كتاب الخلع والمباراة كتاب الخلع والمباراة الخلع بضم الخاء مأخوذ من الخلع بفتحها وهو النزع، لان كلا من الزوجين لباس الآخر قال تعالى: ” هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ” (1) وكأنه بمفارقة الآخر نزع لباسه.
والاصل فيه قبل الاجماغ آية: ” فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا ” (2) وقوله تعالى: ” فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ” (3).
ومن السنة ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: ” جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا أني أخاف الكفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فردت عليه الحديقة وطلقها تطليقة ” (4).
وفي رواية: ” فتخالعا (5) عليها “.
ونقل أنه أول خلع جرى في الاسلام (6).
والمبارأة بالهمز، وقد تقلب ألفا، وأصلها المفارقة، قال الجوهري: ” تقول: بارأت شريكي إذا فارقته، وبارأ الرجل امرأته ” (7).
(1) البقرة: 187.
(2) النساء: 4.
(3) البقرة: 229.
(4) صحيح البخاري 7: 60، سنن النسائي 6: 169.
سنن البيهقي 7: 312 – 313، مصابيح السنة للبغوي 2: 453 ح 2443.
(5) كذا في النسخ الخطية، وفي الحجريتين: فخالعها، ولم نجدها باللفظ الاول، راجع تلخيص الحبير 3: 204.
(6) مجمع البيان 1: 329 ذيل آية 228 من سورة البقرة، وراجع مسند أحمد 4: 3، تلخيص الحبير 3: 204.
(7) الصحاح 1: 36.