پایگاه تخصصی فقه هنر

مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج6-ص80

[ ويقال: المزدلف الذى يضرب الارض ثم يثب إلى الغرض.

] تركنا ذكرها تبعا لاختصاره (1).

قوله: ” ويقال: المزدلف الذى يضرب الارض ثم يثب إلى الغرض “.

اصل الازدلاف (2) التقدم، وخصه هنا بما يقع على الارض ثم يتقدم إلى الغرض، وعلى هذا فيرادف الحابى.

وبه صرح في القواعد فقال بعد تعريف الحابى: ” وهو المزدلف ” (3).

وفي تأخير المصنف ذكر المزدلف عن الحابى اشعار بالمغايرة بينهما، ولعل المزدلف عنده اقوى فعلا من الحابى حيث اعتبر في مفهومه ضرب الارض المقتضي لقوة اعتماده، بخلاف الحابى فإنه اقتصر فيه على مجرد زلقه على الارض، فيكونان متباينين حيث ان الحابى ضعيف الحركة والمزدلف قويها.

وهذا المعنى هو الظاهر من التذكرة، لانه قال فيها: ” ان المزدلف احد والحابى أضعف ” (4).

ولكن في عبارتها إشكال من وجه آخر، لانه قال: ” وهو – أي الحابى – نوع من الرمى المزدلف، يفترقان في الاسم ويستويان في الحكم ” (5).

وجعلالافتراق في الاسم ما حكينا عنه من القوة والضعف، وهذا الافتراق لا يوافق كونه نوعا منه، لانه يقتضى كون المزدلف اعم من الحابى.

ولو عكس الامر – فجعل الحابى أعم، لانه عرفه بكونه السهم الواقع دون الهدف ثم يحبو إليه، وهو أعم من كون وقوعه بقوة فيكون مزدلفا وضعف فيكون حابيا بالمعنى العام – لكان أوفق بتعريفهما.

(1) في هامش ” و “: ” العجب من المرحوم الشيخ علي حيث ذكر في الشرح أسماء كثيرة ذكرها في التذكرة والتحرير لا حاجة للشرح بها، وترك تحقيق ما ذكره المصنف في القواعد.

منه رحمه الله ” لاحظ جامع المقاصد 8: 346.

(2) راجع النهاية لابن الاثير 2: 309.

(3) قواعد الاحكام 1: 264.

(4 و 5) تذكرة الفقهاء 2: 360.