الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج9-ص263
= الله من فضله ترفعا عما في أيدي الناس، وخوفا من أن يعيش على حساب الغير أو يكون متكلا في رزقه على الناس.
نعم هذا شأن رجال الله الأحرار في الدنيا ولهم نظائر في الأنبياء والعلماء.
فربي شيخنا المترجم قدس الله نفسه تحت رعاية هذا الوالد الحنين العظيم نحو عشرين سنة اكتسب خلالها من أخلاقه، وآرائه ومعارفه.
وعلومه ما علا به على أقرانه وللتربية الصالحة أثر كبير في حسن النشأة والتوجيه.
فنشأ نشأته الأولى في مدينة ” قم ” البلد المقدس الذي حف بالمواهب، وخص بالفضائل.
وكانت ” قم ” إحدى المراكز العلمية الاسلامية الدينية يوم ذاك وكانت ” الجامعة الكبرى ” في دورها.
ومعهدا من المعاهد العظمى في عصرها.
وقد أنجبت علماء أفاضل، وفقهاء أماجد.
سجل التاريخ أسمائهم.
فشيخنا المترجم خريج هذه الجامعة.
وللتربية والبيئة والمناخ أثرها الخاص في شؤون الطفل وتربيته.
فلم تمض برهة من الزمن حتى أصبح هذا الشاب الكامل في عنفوان شبابه آية في الذكاء، وشعلة في الحفظ.
له رغبة شديدة بالعلم، وولع كثير بكتبه وحفظها.
فأخذ يتردد ويحضر مجالس الشيوخ والعلماء، ويسمع منهم ويروي عنهم حتى اشير إليه بالبنان وهو حدث السن.
وليس هذا بعجيب منه وقد ولد بدعاء ” الحجة المنتظر ” عجل الله تعالى له الفرج.
” ما قيل في حقه ” قال ” شيخ الطائفة ” كان جليلا.
حافظا للأحاديث.
بصيرا بالرجال.
= (