الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص127
الفقر سر وعنك النفس تحجبه
فارفع حجابك تجلو ظلة التلف وفارق الجنس وأقر النفس في نفس
وغب عن الحس واجلب ما شئت واتصف واخضع له وتذلل إذ دعيت له
واعرف محلك من آباك واعترف وقف على عرفات الذل منكسرا
وحول كعبة عرفان الصفا فطف وادخل إلى حبوة الافكار مبتكرا
وعد إلى حانة الاذكار بالصحف وإن سقاك مدير الراح من يده
كأس التجلي فخذ بالكأس واغترف واشرب واسق ولا تبخل على ظمأ
فإن رجعت بلا ري فوا أسفى وله شعر يخاطب (بيد مر) حاكم دمشق عندما حبسه في قلعة دمشق بتهمة وجهها إليه أعداؤه في حديث طويل بأن يتظلم فيه إليه عما أسند إليه من التهم وعن حياة السجن: يا أيها الملك المنصور بيدمر
بكم خوارزم والاقطار تفتخر إني أراعي لكم في كل آونة
وما جنيت لعمري كيف اعتذر لا تسمعن في أقوال الوشاة فقد
باؤوا بزور وإفك ليس ينحصر والله والله أيمانا مؤكدة
إني برئ من الافك الذي ذكروا عقيدتي مخلصا حب النبي ومن
أحبه وصحاب كلهم غرر الفقه والنحو والتفسير يعرفني
ثم الأصولان والقرآن والأثر وما تقدم من نماذج من شعر الشهيد يكفي ليلمس القارئ معالم الرقة والجمال في الأداء والتعبير في (شعر الشهيد) رحمه الله تعالى.