جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج13-ص427
[.
] هنا مباحث: الأول: صرح المصنف رحمه الله بأن الأم لا تعتبر بها في مهر ابنتها، لأنها ليست من نسبها، لأن النسب إنما هو من جانب الأبوة دون الامومة لما دل عليه قوله تعالى:
(وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا)
(1) وضعف هذا الاستدلالأظهر من أن يحتاج إلى البيان، لأن الأم داخلة في نساء المرأة قطعا.
وقد دلت الأخبار السالفة على اعتبار نسائها، ولم يجر للنسب فيها ذكر، فيجب الاعتبار بها لا محالة وكان على المصنف أن يجعل الاعتبار بالأخص جملة محل الاشكال كذوي الأرحام، فأما الجزم بعدم الاعتبار بها والاشكال فيما عداها ممن ليس بعصبة فلا وجه له.
الثاني: هل يعتبر في أقاربها أن يكونوا من أهل بلدها؟ اختلف كلام الأصحاب في ذلك فصرح المصنف هنا وفي التحرير (2) باعتبار ذلك، وبه صرح الشيخ في الخلاف (3)، والمبسوط (4)، وابن البراج (5)، وجعل المصنف في المختلف عدم اعتباره احتمالا ولم يرجح شيئا (6).
ورجح الشارح الفاضل عدم اعتباره (7)، واطلاق النصوص يشهد له.
ويمكن أن يحتج للأول بأنه لولا اعتبار اتحاد البلد لزم وقوع ضرر عظيم على
(1) الفرقان: 54.
(2) التحرير 2: 35.
(3) الخلاف 3: 224 مسألة 6 كتاب الصداق.
(4) المبسوط: 4: 299.
(5) المهذب 2: 211.
(6) المختلف: 549.
(7) إيضاح الفوائد 3: 216.