جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج2-ص5
[ كتاب الصلاة كتاب الصلاة ومقاصده أربعة: الأول: في المقدمات وفيه فصول: الأول: في أعدادها: ] قوله: (كتاب الصلاة: ومقاصده أربعة: الأول: في المقدمات: وفيه فصول: الأول: في أعدادها).
المعروف والشائع أن الصلاة لغة: الدعاء، قال الله تعالى (وصل عليهم) (1) أي: ادع لهم، وقال صلى الله عليه وآله: (وصلت عليكم الملائكة) (2)، وقال الشاعر: تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا عليك مثل الذي صليت فاغتمضي يوما فإن لجنب المرء مضطجعا (3) وقد صرحوا بأن لفظها من الالفاظ المشتركة، فهي من الله الرحمة، ومن الملائكةالاستغفار، ومن الادميين الدعاء، وزاد في القاموس حسن الثناء من الله على رسوله (4)، ولعله من الاستعمالات المجازية لتضمنه معنى الرحمة، لأن كتب اللغة تجمع الحقيقة والمجاز من غير تمييز غالبا.
وفيه: أنها عبادة فيها ركوع وسجود (5)، وهذا هو المعنى الشرعي، فيكون حقيقة لغوية، حكي في الجمهرة، عن بعضهم: أن اشتقاقها من رفع الصلا في
(1) التوبة: 103.
(2) الكافي 6: 294 حديث 10، التهذيب 9: 99 حديث 430.
(3) من قصيدة للأعشى الكبير يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي رقم 13، أنظر الديوان: 51 (4) القاموس 4: 353 مادة (صلا).
(5) القاموس 4: 353 وانظر: لسان العرب 14: 464 مادة (صلا).