پایگاه تخصصی فقه هنر

الدروس الشرعیة فی فقه الامامیة-ج1-ص31

الكلام من زوائد السجع ، والاسترسال في الكتابة من غير محاولة اصطناع شئ مما كان يصطنعه أدباء زمانه من المحسنات البديعية علمنا سر خلود ( اللمعة ) وبقائها ، واحتفاظها بطابعها الرسمي في معاهد ( الفقه الشيعي ) على الإطلاق .

هذا بالاضافة إلى ما لوحظ في هذا الكتاب من التنظيم الفني والتنسيق الرائع لأبواب الفقه وأحكامه ومسائله .

فقد ساير الشهيد ( المحقق الحلي ) في تنظيم كتب الفقه وأبوابه ، لكنه زاد عليه بجملة من التحسينات نلمسها بوضوح حينما نراجع كلا من ( المختصرالنافع ) و ( اللمعة الدمشقية ) مع العلم أن المختصر النافع كان المرجع الوحيد للشهيد في تأليف هذه الرسالة .

ففي هذا الكتاب يقدم الشهيد أحكام كل باب قبل أي شئ آخر ثم يبحث عما يلحق بها من الملحقات ، ثم يتبعها بعرض المسائل التي تتبع هذه الأحكام وترتبط بها ، ثم يستقصي المندوبات والمكروهات فيما إذا كان في الباب مندوب ومكروه .

والذي يلفت النظر في هذا التنظيم والتبويب أنه يجمع إلى روعة النظام استيعاب أطراف المسألة .

وحينما نظم روعة التنسيق إلى استيعاب الفكرة إلى الايجاز في التعبير نحصل على مزاج فقهي وأدبي من أروع ما أنجزه الفكر الانساني ، ومن أسمى ما تحتويه المكتبة الاسلامية .

وفي هذا الكتاب تلفت نظر الباحثين دقة فائقة في تحديد المصطلحات الفقهية لم نعهد مثلها في المتقدمين عليه حتى من أمثال ( المحقق ) و ( العلامة ) ، وهذا شئ طبيعي لو عرفنا أن الشهيد درس الفقه إلى المستوى الذي بلغه ( المحقق والعلامة ) ، وتفرغ بعد ذلك لتطوير هذا المستوى وتشذيبه ، وإبعاد العوامل الغريبة عنه ، وتحديد مصطلحاته بشكل أدق من ذي قبل .