الخلاف-ج3-ص142
تكون تجارة عن تراض منكم ” (1) وهذه تجارة عن تراض، ومن منع منه فعليه الدلالة، وأكثر أخبارنا تدل على ما قلناه (2).
واحتجوا بما روي: أن رجلا باع من رجل حريرة بمائة، ثم اشتراه بخمسين، فسأل ابن عباس عن ذلك فقال: دراهم بدراهم متفاضلة دخلت بينهما حريرة (3).
وروى يونس بن أبي اسحاق السبيعي (4) عن امه عالية بنت أيفع (5) قالت: خرجت الى الحج أنا وام محبة (6) فدخلنا على عائشة فسلمنا عليها، فقالت: من أين أنتن؟ فقلنا: من الكوفة – وكأنها أعرضت -، فقالت لها ام محبة: يا ام المؤمنين كانت لي جارية، فبعتها من زيد بن أرقم بثمانمائة درهم الى عطائه – وفي بعضها الى العطاء – فأراد أن يبيعها، فاشتريتها منه بستمائة نقدا، فقالت: بئس ما شريت وبئس ما بعت، اخبري زيد بن أرقم أنه أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن يتوب، فقالت: أرأيت أن أخذت رأس
(1) النساء: 29.
(2) انظرها في الكافي 5: 197 حديث 1 – 8 (باب بيع المرابحة)، والتهذيب 7: 47 – 60 (باب بيع النقد والنسيئة).
(3) لم أقف على هذا الحديث في المصادر المتوفرة.
(4) أبو اسرائيل، يونس بن أبي اسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، روى عن أبيه، وأنس، وأبي بردة، وأبي موسى الاشعري وغيرهم وعنه ابنه عيسى والثوري وابن المبارك وآخرون.
مات سنة 152 هجرية، وقيل غير ذلك.
تهذيب التهذيب 11: 433.
(5) العالية بنت أيفع بن شراحيل (شرحبيل)، ذكرها ابن سعد في طبقاته الكبرى 8: 487 قائلا: دخلت على عائشة وسألتها وسمعت منها.
أخبرنا يحيى بن عباد، حدثنا يونس بن أبي اسحاق عن امه العالية بنت أيفع بن شراحيل انها حجت مع ام محبة، فدخلتا على عائشة فسلمتا عليها،وسألتاها، وسمعنا منها.
(6) قال ابن سعد في طبقاته الكبرى 8: 488: ام محبة سألت ابن عباس وسمعت منه، وروى عنها أبو اسحاق السبيعي.