پایگاه تخصصی فقه هنر

امام علی و علم و هنر-ج1-ص163

ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ الْأَرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا، تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّي خَلَصَتْ، وَلَاطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّي لَزَبَتْ، فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذاتَ أَحْنَاءٍ وَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ، أَجْمَدَهَا حَتَّي اسْتَمْسَکَتْ، وَأَصْلَدَهَا حَتَّي صَلْصَلَتْ، لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأَمَدٍ مَعْلُومٍ؛ ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ إنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا، وَفِکَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا.

وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا، وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْأَذْوَاقِ وَالْمَشَامِّ، والْأَلْوَانِ وَ الْأَجْنَاسِ، مَعْجُوناً بِطِينَةِ الْأَلْوَانِ الُْمخْتَلِفَةِ، وَالْأَشْبَاهِ الْمُؤْتَلِفَةِ، وَالْأَضْدَادِ الْمُتَعَادِيَةِ، وَالْاَخْلاطِ الْمُتَبَايِنَةِ، مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ، وَالْبَلَّةِ وَالْجُمُودِ.

وَاسْتَأْدَي اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمَلاَئِکَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إلَيْهِمْ، فِي الْإِذْعَانِ بِالسُّجُودِ لَهُ، وَالْخُنُوعِ لِتَکْرِمَتِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: “اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيسَ”

اعْتَرَتْهُ الْحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنَ خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتَْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: “إنَّکَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إلَي يَوْمِ الْوَقْتِ االمعْلُومِ”.

ترجمه: شگفتي آفرينش آدم عليه السلام و ويژگي هاي انسان کامل

سپس خداوند بزرگ، خاکي از قسمت هاي گوناگون زمين، از قسمت هاي سخت و نرم، شور و شيرين، گِرد آورد، آب بر آن افزود تا گِلِي خالص و آماده شد، و با افزودن رطوبت، چبسناک گرديد، که از آن، اندامي شايسته، و عضوهايي جدا و به يکديگر پيوسته آفريد. آن را خشکانيد تا محکم شد، خشکاندن را ادامه داد تا سخت شد، و تا زماني معيّن، و سرانجامي مشخّص، اندام انسان کامل گرديد، آنگاه از روحي که آفريد در آن دميد تا به صورت انساني زنده درآمد، داراي نيروي انديشه، که وي را به تلاش اندازد، و داراي افکاري که در ديگر موجودات، تصرّف نمايد.