امام علی و علم و هنر-ج1-ص152
حَمِدْتُ وَ عَظِمْتُ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّتُهُ وَ سَبَقَتْ نَعْتُهُ وَسَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبُهُ وَ تَمَّتْ کَلِمَتُهُ وَ نَفِذَتْ مَشِيَّتُهُ وَ بَلَغَتْ قَضِيَّتُهُ.
حَمِدْتُهُ مُقرٌّ لربوبيّته مِتَخضّع لعبوديّته، متضلّ من خطيئته، معترف بتوحيده مؤَمّلٌ مِن رَبّه مَغفِرَةً تُنجيه يوم يشغل عن فصيلة و بنيه.
و نَستعينه و نَسترشده و نَستهديه و نُؤمن به و نَتوکَّل عليه و شهدتُ له تشهيدٌ مخلصٌ و موقنٌ و فردته تفريد مؤمن متيقّن و وحّدته توحيدُ عبدٍ مذعنٍ لَيس بِه شريکٌ في مُلکه و لم يکن له وليٌّ في صُنعه.
جَلَّ عَن مُشِيرٍ و وزيرٍ في عونٍ و معينٍ و نظيرٍ.
عَلِمَ فَسَتَرَ وَ نَظَرَ فَخَبَر و مَلَکَ فقَدرُو عُصِيَ فَغَفَرَ، وَ حَکَمَ فَعَدَل
لَم يزل و لَن يزول، ليس مثله شي ء و هو قبل کلَّ شَي ءٍ و بَعْد کلَّ شَي ء. ربَّ متفرِّد بِعزّتِهِ متمکِّنٌ بِقُوَّتِهِ، مُتقدِّسٌ بِعُلُوِّهِ، مُتکبّر بسُموِّهِ ليس يُحِيطُ بِهِ سَمْعٌ و ليس مُحِيطٌ به نَظَرٌ.
قَوِيٌّ منيعٌ بَصِيرٌ سَمِيعٌ عَلِيمٌ حَکِيمٌ رؤوفٌ رحيمٌ
عَجَزَ عن وَصفِهِ مَن يَصِفَهُ وَ ضَلَّ عَن نَعْتِهِ مَنْ يَعرِفه.
قَرُبَ فَبَعُدَ و بَعُدَ فَقَرُبَ يُجِيبُ دَعْوَةَ مَنْ يَدْعُوهُ و يَروقه و يُحبُّوه، ذولطفٍ خَفِيٍّ وَ بَطشٍ قويٍّ وَ رَحَمةٍ مُوسعةٍ و عُقوبةٍ مُوجَعَةٍ.
رَحْمُهُ جنّةٌ عريضةٌ مونقةٌ و عُقُوبَتَهُ جَحِيمٌ ممدوةٌ مُوبِقَة.
وَ شَهِدَتْ ببعثة مُحَمَّدٍ عَبْدُهُ و رَسُولَهُ و صفيُّهُ و نبِيُّهُ وَ خَلِيلُهُ و حَبِيبُهُ. صلّي عَلَيهِ وَ بِهِ صَلوةٌ تُخطيه و تُرِيفَه و تَعلِيهِ و تفِرّبه و تُدنِيهِ، بَعْثُهُ فِي خَير عَصْرٍ وَ حِينَ فَترَةٍ وَ کَفَرةٍ.
رَحمةٌ لِعبيده، و مِنّةٌ لمزيده، ما خَتَم له نُبَوَّتُهُ و وَضَعَ بِهِ حُجَتُهُ فَوَعَشَ وَ نَصَحَ و بَلَغَ وَکَدّه.
رؤوف بِکُلِّ مُؤمِنٍ، رحيمٌ، رضيٌّ، وليٌّ، زکيٌّ، عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَ تَسْلِيمٌ وَ بَرَکَةٌ وَ تَکْرِيمٌ، مِنْ رَبٍّ غَفُورٍ رَحِيم، قَرِيبٍ مُجيب.
وَصَيْتُکُم جَميعَ مَنْ حَضِرَ بِوَصِيَّة رَبِّکُم و ذکَرتُکُم سُنَّةَ نَبِيِّکُم.
فَعَلَيْکُم بِرَهبَةٍ تسکُنُ قُلُوبُکُم، و حَسَنةٍ تذري دمُوعُکُم وَ تَقِيَّةٌ تُنْجِيکم قَبْلَ يَوْمٍ يُذْهِلُکُم وَ يُبْلِيکُم.
يَنْمُو وَ يَفُوزُ فِيهِ مَنْ ثَقُلَتْ وَزْنَ حَسَنَتةٍ خَفَّت وَزْنُ سَيِّئَة.
وَ لتَکُنْ مَسْئَلَتُکُم وَ مُلقکُمْ مَسْئَلَةً ذُلٍّ و خُضُوعٍ وَ شُکْرٍ وَ خُشُوعٍ وَ تَوبَةٍ نُزُوعٍ وَ نَدَمٍ وَ رُجُوعٍ.