اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص542
بإيصالها إلى الدماغ لتحقّق عملية الرؤية.
تقول الفسلجة بشأن الأنشطة الدماغية: إنّ الخلايا الدماغية تقوم بعدّة أنشطة حين التفكير، فيتناول الدماغ مزيداً من الغذاء ويفقد مزيداً من المواد الفوسفورية… وهكذا تقوم سائر أعصاب الإنسان كل باتجاه بوظيفته الادراك، الا ان النتيجة التي توصل اليها اغلب العلماء من هذه التجارب وظنوا بأنّ مركز الإدراك والشعور هو الخلايا الدماغية على الاعصاب بعد تاثير العوامل الخارجية خاطئة؛ ذلك لأنّ هذه في إدراك الإنسان وشعوره،ودون هذا الفصل لا يتسطيع الإنسان التفكير والإدراك والسمع والبصر، وأمّا أنّ المدرك الواقعي أو المشاهد والسامع هو الدماغ، فليس بصحيح.
ومن هنا يعتقد كبار العلماء أنّ هنالك جهازاً فوق الجهاز المادي للبدن وينسق مع هذه الوسائل المادية وينهض بمسؤولية تدبير هذا الجهاز وبتفعيله للأدوات المادية… كالعين والأعصاب – فإنّ الدماغ يمكنه الحصول على معلومات من الخارج، والواقع هو المدرك الحقيقي والذي ترتكز فيه – جميع علوم الإنسان وأفكاره والذي يعبر عنه بأسماء مختلفةكالعقل والروح والقلب.
ولا شك في أنّ الناس يستعملون القلب في محاوراتهم اليومية بمعنى العقل والروح وكذافي العرف، فنقول قلبي يعتصر على إبني البعيد عنّي. ولا يخفى أنّ المراد بالقلب ليس ذلك العضو الصنوبري الشكل، بل فسّروا أحد معاني القلب بالروح والنفس البشرية التي تعتبرمركز الشعور والإدراك، ويصطلح عليه العلماء بالعقل والروح – وعلة اختيار لفظ القلب ككناية عن الروح أنّ القلب الصنوبري يعتبر مظهر الحياة لدى الإنسان، فهم يميزون بين الحي والميت على ضوء عمل القلب وتوقفه. وتوازن دقات القلب وسرعتها دليل الصحةوالسقم وأول مرحلة لظهور الآثار الروحية لكل حادثة هو القلب. والقرآن من جانبه استعمل مفردة القلب بمعنى العقل والروح والقوة المدركة. أضف إلى ذلك هنالك العديد من القرائن القرآنية على هذا المعنى، ومنها: