اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص540
في تكوين الإنسان؛ والحال هاتان الخليتان ليستا بسيطتين، بل تبدو عملية تكوين الخليتين المذكورتين مستحيلة بفعل ما تحتويهما من عناصر خاصة ومعقدة «الجينات والكروموسومات» وصفات وطبائع البشرية وبالتالي ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات والتي تمكن فيها، عوامل الوراثة؛ ذلك لأنّ تكوين خلية بسيطة يختلف عن أخرى تضم عشرات الامتيازات الروحية والبدنية. وعليه فالجواب بالسلب عن هذا السؤال: هل نجح العلماء في صنع الخلية الحية؟ والمهم حتى لو نجح العلماء يوماً في تكوين نطفة بصورةصناعية وانبثق منها إنسان كامل فإنّ ذلك لا يتعارض وكون الحياة بيد اللَّه.
أنّ المراد من كون الحياة بيد اللَّه أنّ الحياة ظاهرة ليست مادية ونوع من الوجود الذي يكتسب وجوده كسائر الموجودات المادية وغير المادية من اللَّه فخلق الحياةمختص باللَّه، ولا يسع كائن من كان أن يضفى الحياة والوجود على شي ء، فحيثما كانت الحياة كان اللَّه واهب الحياة وخالقها.
وعليه فلو تمكن العلماء من خلق خلية حية فلا يعدو فعلهم إعداد مقدمات الحياة.
فهؤلاء يركبون مواد معينة في ظل ظروف خاصة ويرون فيها الحياة، ولكن من وهب هذه المواد تلك الحياة؟ هو اللَّه تبارك وتعالى. وعليه فلو نجحوا في تكوين إنسان فإنّما يستمدحياته في جميع مراحلها من اللَّه. بعبارة أخرى: إيجاد خلية حية من قبل العلماء )على فرض نجاح العملية في المستقبل( أشبه بتجميع قطعات سيارة استوردت من الخارج، ومن الطبيعي أنّ المجمع ليس الصانع. )وعليك بالدقة(.