پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص499

مستهجناً لدى أولئك الذين ليس لهم رصيد من المطالعات والتحقيقات. فالقرآن يكشف هذه الحقيقة بصفته أفضل سند حي بعيد عن التحريف لإدراك هدف هذا المعراج والحقائق الإسلامية كافّة. ولنا أن نستنبط هدف المعراج من القرآن والذي ينسجم مع مبادئ العلم والمنطق. ورغم أنّ الآيات المتعلقة بالمعراج لا تبلغ عشرة، إلّاأنّ اثنتين منها وضحت الهدف:

فالآية الأولى من سورة الأسراء صرحت قائلة:

« سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ ».

فالهدف من المعراج في هذه الآية رؤية آثار وآيات عظمة اللَّه في العالم العلوي.

وصرحت الآية 18 من سورة النجم قائلة

« لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»
ويفهم من الآيتين أنّ هدف المعراج لم يكن التطلع إلى سلطة اللَّه أو سماع صوت قلمه أو مشاهدةجماله! فنحن المسلمون لا نعتقد بوجود موضع معين للَّه، فهو في كل مكان(=«فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»(1)( ،(=«وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ… »(2)( والمراد بالكرسي سعة عالم الخلق. (3) وعليه فالمراد من المعراج رؤية آثار عظمة اللَّه في العالم العلوي ليزداد قلب النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بصيرة وفكره اتساعاً واستعداداً لزعامة وهداية الخلق إلى اللَّه في ظل مشاهدةهذه الآثار المذهلة(4) .


(1) سورة البقرة، الآية 115.



(2) سورة البقرة، الآية 255.



(3) كما يعتقد البعض أنّ المراد من العرش ما وراء عالم المادة.



(4) هذا البحث اقتباس من كتاب «المعراج وشق القمر والعبادة في القطبين» بتصرف.