اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص414
الشمالي والجنوبي أو الشرقى والغربي، حتى عدّ البعض إشارة إلى نصف كرة جديدة، أي«قارة أمريكا» قبل اكتشافها وهذا خارج عن موضوع البحث. والمراد من المشارق والمغارب مختلف نقاط الكرة الأرضية حيث إنّ كل نقطة مشرق بالنسبة لنقطة، ومغرب بالنسبة لأخرى.
وبعبارة أخرى فإنّ أحد خواص الكرة أنّ كل نقطة منها مشرق بالنسبة للنقطة المقابلةللمغرب، ومغرب بالنسبة للنقطة المقابلة للمشرق، ومن هنا اعتبر البعض هذه الآيات إشارةلكروية الأرض.
الثاني: أنّ المراد من تعدد المشرق والمغرب هو تعدد نقطة الشروق والغروب الحقيقيين للشمس؛ ذلك لأنّ الشمس تشرق يومياً من نقطة وتغرب في أخرى. وعليه لو أخذنامجموع المشارق والمغارب لعبرنا بصيغة الجمع، وإن أخذنا آخر نقطة الميل الأعظم الشمالي للشمس )أول الصيف( وآخر نقطة الميل الأعظم الجنوبي )أول الشتاء( للزم التعبيربصيغة المثنى، وهذه إحدى روائع القرآن الكريم في إلفاته الإنتباه إلى الأسرار العظيمةللخلق بعبارة قصيرة؛ لأننا نعلم أنّ لتغيير شروق وغروب الشمس تأثيراً عظيماً في تنميةالنباتات والزهور والثمار وبصورة عامة الأحياء كافّة.