اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص353
لا شك في أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم يسأل الأجر إلّامن اللَّه على كل هذه التضحيات من اجل الرسالة، وإن لاحظنا في بعض الآيات التي تحدثت عن «المودة في القربى» كأجر للرسالة،فهذا بدوره خدمة أخرى للناس وحث على هدايتهم؛ ذلك لأنّ مودة أهل لبيت عليهم السلام توجب الاقتداء بهم وهذه سعادة، ولكن ما معنى وجوب الخمس الذي يعطى نصفه للسادة؟ أليس هذا أجر على الرسالة؟
نعلم أنّ مصرف «الخمس» فقط «فقراء السادة» لا جميعهم، ولو زاد خمس الأموال المخمسة عن حاجات السادة لوجب رده إلى بيت المال ليصرف في المصالح العامة، ولوكانت حاجاتهم أكثر من الخمس لوجب قضاؤها من بيت المال – من جانب آخر فليس للسادة من حق في الزكاة )اللّهم إلّاأن تكون من زكاة السادة(.
وعليه فالخمس في الواقع بدل الزكاة المعطاة لسائر الفقراء وشروط اعطائها لفقراءالسادة كشروط منحها لسائر الفقراء، غايته تدفع لهم بشكل آخر حفظاً لحرمة جدهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، وعليه فهي ليست بأجرة على الرسالة قط.