پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص330

وبعبارة أوضح فإنّ سكنة المناطق القطبية(1) حين ترتفع الشمس إلى السماء يعتبرون ذلك «نهاراً» وحين تهبط وتقترب من الأفق ويقل ضوؤها يعتبرونه «ليلاً»، وهكذا يكون من السهل تمييز الليل من النهار، ولو نصبنا شاخصاً على الأرض فأن بلغ ظلّه أقل حدّ فهو«الظهر» وحين يبلغ أقصى حدّ فهو منتصف الليل.

و بهذه الطريقة تحل مشكلة تحصيل الظهر و منتصف الليل. ولو علمنا مقدار الليل والنهار فى المناطق المعتدلة آنذاك، مثلاً نعلم في اول الصيف ان الايام بصورة متوسطة اربع عشرة ساعة و الليالي عشر ساعات فيستضح الصوم والصلوات الخمسة تماماً )تأمل(.

وعليه فقد اتضح تكليف الصوم والصلاة في الايام الطويلة. اما الاوقات التي تطول فيهاالليالي فلابد من الالتفات الى ان الجو ليس بوتيرة معينة في الاربع وعشرين ساعة، فاحيانامظلم واحيانا أخرى مشرق، لأن الشمس تقترب أحياناً من الافق فيكون الجو مثل مابين الطلوعين أو أعمق قليلاً، وأحياناً أخرى تبتعد الشمس و يظلم الجوّ ففي هذه الليالي يمكن تشخيص «منتصف الليل» و «الظهر» من وضع حركة النجوم و بعدها عن الافق و كذلك ظلمة و اشراقة الجو، حيث يمكن الاتيان بالوظائف الشرعية من خلال الاخذ بنظر الاعتبارمقدار متوسط ليل و نهار المناطق المعتدلة. واتضح مما تقدم ان الاحكام الاسلامية و منهاوظيفة الصلاة والصوم لاتختص بوسط معين ولابد من الاتيان بها في كافة المناطق(2) .


(1) المراد من المناطق القطبية النقاط الواقعة على المدار 67 درجة، وقسم منها مأهول بالسكان واخر ليس مأهولاً.



(2) السبب العلمي لتغيير الاوضاع في الليالي أو الايام الطويلة القطبية ان «محور» الارض ليس عمود يا على «مدارها» و يميل ثلاث و عشرين درجة تقريباً.