اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص303
صرّحت الشريعة بالتيمم عند الوضوء والغسل حين انعدام الماء، فكيف يمكن التيمم بالتراب الحامل للمكروبات؟
أشارت العلوم الطبيعية إلى حصانة التراب الطاهر من المكروبات، حيث لا تستطيع مواصلة حياتها في التراب الطاهر، وتأتي هذه الحصانة من الكائنات المجهرية الموجودةفي التربة. فهذه الأحياء مقاومة للمكروبات، بحيث لو دفنت جثّة محملة بملايين المكروبات لهبّت هذه الأحياء لتفسيخها والقضاء عليها.
وعليه وخلافاً لما يتصور فإنّ التربة الطاهرة ليست مصانة من المكروبات، بل هي مقاومة لها وقاضية عليها عاجلاً أم آجلاً، ومن هنا فإنّ التربة الطاهرة بعد الماء – الذي يعدّأهم وسيلة للغسل الطبيعي ومقاومة المكروبات – أحد العوامل المطهرة من المكروبات.
ويتضح من خلال الإلتفات إلى هذه الحقيقة انسجام الأمر الشرعي بالتيمم – حين فقدان الماء – مع العلوم الطبيعية والنقطة الأساسية هنا تأكيد الآية القرآنية الواردة في التيمم على