پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص258

بحيث لم يتخلّ عنه حتى بعد حياته، فشرع بعض القوانين التي لا تسمح لأحد بإنتهاك حرمة الميت المسلم، بل لا تسمح بالتجاوز على قبره.

أضف إلى ذلك حيث يرى الإسلام أنّ الموت ليس نهاية الحياة، بل نافذة على عالم آخروالنزول في عالم آخر والنزول جوار الرحمة الإلهيّة، فقد أمر بنظافة وطهارة الموتى وارتدائهم الثياب المتواضعة الطاهرة وتوسد التراب، ليكون هذا العمل رمز بقاء الحياةالحقيقية وامتدادها «هذه فلسفة غسل الميت».

غسل مسّ الميت:

لابد من ذكر بعض الامور قبل ان نخوض في أصل الجواب:

1- عادة ما تثار عواطف وأحاسيس قرابة الميت اثر فقدهم لفرد من أفراد الاسرة العزيزعليهم و عليه فلا يسعهم رؤية قطع ارتباطهم به فجأة. وهؤلاء يفعل أنسهم وحيهم له يرومون حتى بعد الموت تقبيله واخذه باحضانهم الحنونة.

2- و هذه النقطة واضحة ايضاً في ان بدن الافراد الميتين يكون ملوثا بانواع المكروبات اثر المرض أو التسمم و فقدان القوة الدفاعية، والاقتراب منه يستيطن عدة مخاطر من الناحية الصحية.

3- لم ينبر الاسلام قط لمواجهة و منافحة احاسيس الانسان و عواطفه، او يتجاهل نزعاته العطبيعية، بل يوجد تلك العواطف والاحاسيس ضمن مسيرة خاصة. وبالالتفات الى هذه الامور يمكن الاستنتاج: ان الاسلام و بغية الحيلولة دون تلوث كافة الافراد – سيماالمتبقين للميت – بانواع المكروبات والاصابة بمختلف الامراض التي يمكن ان تنتقل عدواها إليه من الجسد الخالي من الروح و في نفس الوقت بتحريم مس الميت لم يتصدلعواطفهم واحاسيسهم المستثارة فقد اورد مشكلة قانونية؛ فقد أمر بالغسل كل من يمس بدن الميت او يتصل بجسده بأي نحو من الانحاء. لاشك ان هذا القانون رغم حده من تماس الاحياء بالاموات و حال دون اصابتهم بانواع الامراض المحتملة، لكنه لم يتجاهل