پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص193

بفتح قلعة على سفح جبل حيث تحظى هذه القلعة بأهميّة في حفظ بلدهم من العدوان الخارجي، وقد زودهم آمر ماهر بكل الوسائل التي يحتاجونها في الصعود إلى الجبل وفتح القلعة فأمرهم بالصعود. فكانت هنالك فئة من الجنود استقرت عند بداية الجبل ولم تطع الأوامر، وأخرى إمتثلت الأمر وباشرت الصعود فكان فيها بعض الأفراد الضعاف الذين يتوقفون في بعض المواقع ويصعب عليهم بمفردهم تجاوز بعض النقاط الصعبة، فما كان من هذا الآمر إلّاأن مدّ يد العون لأولئك الضعاف وأخذ بأيديهم ليعبروا تلك النقاط الصعبة.

فهذه المساعدّة والمعونة شفاعة نحو الأفراد السائرين على الطريق، ولا مانع من أن يعلن الآمر قبل الصعود بأنّه سيقف إلى جانبهم في المواقع الصعبة حتى يحققوا الهدف. فهذاالإعلان المسبق يبعث الأمل في نفوسهم نحو تحقيق الهدف. فهل الشفاعة بقصد إنقاذالأفراد حثّ على الذنب ونوع من الظلم!

القرآن والشفاعة:

يمكن تقسيم الآيات الواردة في الشفاعة إلى ثلاث طوائف:

1 – الآيات النافية للشفاعة مثل:

«وَاتَّقُوا يَوْماً لَاتَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلَايُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ»(1) .

2 – الآيات التي تقتصر بالشفاعة على اللَّه تعالى:

« مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِىٍّ وَلَاشَفِيعٍ… »(2) .

3 – الآيات التي تصرح بوجود الشفعاء الذين يشفعون بإذن اللَّه تعالى:

« مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ… »(3)
. و« يَوْمَئِذٍ لَاتَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ


(1) سورة البقرة، الآية 48؛ وبعض الآيات القريبة من هذا المعنى مثل الآية 123 من سورة البقرة؛ والآية 48 من سورة المدّثر.



(2) سورة السجدة، الآية 4.



(3) سورة البقرة، الآية 255.