اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص183
يتعذر انبثاق الحكومة العالمية التي يسود العدل والقانون فيها أنحاء العالم كافّة وتتمتع البشرية فيها بالامتيازات الإسلامية الفردية والاجتماعية كافّة دون وجود ثقافة تقدمية في جميع الشؤون الإنسانية، وهذا بدوره يتطلب مزيداً من الوقت.
وتتطلب هذه الحكومة أيضاً وسائل إتصالات متكاملة ليمكن من خلالها اطلاع المجتمعات على المقررات والمبادئ الإنسانية من خلال عدّة طرق وبأقصى مدّة زمنية؛وهذا ما لا يتحقق دون رقي العجلة الصناعية ومرور الزمان.
بغض النظر عن كل ما سبق فإنّ النهوض بهذا الهدف والتخطيط لهذه الثورة يتطلب طاقات بشرية فاعلة، تشكل في الواقع جيش الثورة العالمية، كما أنّ تشكيل هكذا جيش وظهور هؤلاء الأفراد المضحين إنّما يتوقف أيضاً على تقادم الزمان. ولعل ما ورد في الروايات بشأن فلسفة طول مدة غيبة الإمام في اختبار الناس وتمحيصهم إشارة إلى هذاالأمر؛ ذلك لأنّ الامتحان على ضوء المنطق الإسلامي لا يعني كشف الأمور الخفية على غرار الامتحانات العادية، بل المراد منه إعداد الأفراد وخلق الصفات السامية لديهم(1) .
وبالتالي فإنّ هذه العوامل الأربعة(2) بحاجة إلى مرور زمان مديد وتطور في كافّة مرافق الحياة واستعداد روحي وفكري لدى الناس بغية قبول الحكومة العالمية القائمة على أساس الحق والعدالة؛ ومن ثم ينفذ هذا المشروع من قبل الإمام المهدي عليه السلام والحال يمكنه أن
(1) جميع الاختبارات الإلهيّة للأنبياء والأولياء لهذا الغرض. فما ورد بشأن نبي اللَّه ابراهيم «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ» )سورة البقرة، الآية 124) من أجل الهدف المذكور لينفتح هذا النبي على مختلف التجارب فيتحلى بكامل الصمود والمجابهة.
(2) يمكن خلاصة العوامل الأربعة في ما يلي: 1 – التكامل الروحي 2 – التكامل الثقافي 3 – تكامل وسائل الإتصالات 4 – تشكيل جيش النهضة العالمية من الفئة المخلصة والمضحية.