اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص160
ليس عقلياً، فمن المسلم به أنّ اللَّه قادر بلطفه وعنايته على أن يحمل شخصاً خلال ليلة من المدينة إلى المدائن ويعيده ثانية، بل إننا لنؤمن حسب المصادر الدينية المعتبرة في المعراج الجسماني لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، ونقر بذلك على قدرة اللَّه المطلقة الغنية عن الحدود.
وإننا لنؤمن بالكثير من المطالب التي ذكرها القرآن على أساس هذه القدرة؛ فمثلاً قبل أن تصل بلقيس ملكة سبأ إلى سليمان عليه السلام ، أراد سليمان عليه السلام أن يريها معجزة ليشدّ قلبها إلىاللَّه، فقال لمن حوله
« قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ-قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ-قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي»(1) .
وبالطبع لا يمكن التعامل مع المعجزات والكرامات من خلال المعايير الماديةوالإمكانات البشرية المحدودة ؛ فالإعجاز أمر خارق للعادة وينطلق عن قدرة اللَّه اللامتناهية.
(1) سورة النمل، الآية 40 – 38.