اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص151
ورد في سيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام أنّه لم يلتفت في صلاته لسهم سل من رجله من شدة الخشوع و التوجه الى اللَّه، لكننا نسمع أنّه كان واقفاً للصلاة وقد التفت إلى سؤال فقيرفتصدق بخاتمه؛ فكيف الجمع بين الحالتين؟
لابدّ من الإلتفات إلى الفارق الكبير بين «سل السهم من الرجل» و «التصدق بالخاتم على الفقير»؛ لأنّ سل السهم من الرجل له بعد شخصي ومادي صرف وبعيد عن التوجه التام للَّه والاستغراق في ذاته. أمّا الإلتفات إلى الفقير المحروم في مسجد النبي صلى الله عليه و آله والذي كان يسترحم ويستغيث، إنّما كان عملاً ربانياً وتقربياً وينسجم مع التوجه للَّه. فالواقع أنّه لم يكن متوجها لنفسه؛ لأنّ التوجه إلى الفقير، توجه للَّه لا للنفس.
بعبارة أخرى: أنّ إغاثة عباد اللَّه وإعانة الفقراء والضعفاء يعدّ من العبادات الكبرى وهومن سنخ الصلاة تلك الشعيرة العظمى؛ وعليه فليس من العجيب أن ينفذ ذلك الفقيربصرخاته الموجعة إلى قلب علي عليه السلام أثناء الصلاة، لينهمك تلك العبادة بأخرى تهدف إلى