پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص147

عليه اليوم بحيث تنتشر حادثة كهذه كسرعة البرق .

سادساً: لا يبدو التاريخ القديم واضحاً في أغلب معالمه، بل هو مليئ بالنقاط الغامضةوالمبهمة، فمثلاً )زرادشت( أحد الشخصيات التاريخية المعروفة والذي امتد نفوذه إلىمناطق شاسعة آنذاك، لكن مازالت تفاصيل ولادته ووفاته وموضع ولادته وسائر خصائص حياته مجهولة إلى اليوم، بل ينكر البعض حتى وجوده. فإن كانت تلك البلدان القريبة العهدغافلة إلى هذه الدرجة عن تدوين تاريخها، فما بالك بتدوين تلك الحادثة آنذاك من قبل البلدان الأوربية.

أضف إلى ذلك لم تكن هناك من خطة للمؤرخين في تدوين الأحداث كافّة ، لأننا نقطع بأنّ تاريخ البشرية شهد وقوع مئات الزلازل والعواصف الكاسحة التي دمرت العديد من المناطق، بينما لم يفرد لها التاريخ سطوراً في صفحاته ولو عدنا لتفسير الطبري لرأينا 30رواية بشأن معجزة شق القمر، إلّاأنّ صاحب هذا التفسير الذي دون تاريخه المعروف بتاريخ الطبري لم يتطرق إلى هذه الحادثة. وعلى هذا الضوء فإنّ عدم ذكر هذه الحادثة في التواريخ لا يبدو مستغرباً، كما لا يعتبر دليلاً على عدم وقوعها. جدير بالذكر فقد أفاد بعض المحققين أنّ هذه الحادثة وردت في بعض التواريخ، على سبيل المثال جاء في كتاب«تاريخ الملائكة» في المقالة الحادية عشرة أنّ أهالي منطقة ميلبار الهندية شهدوا واقعةشق القمر على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وذكروا في كتبهم أنّ حاكم تلك المنطقة ثبت له بعدالتحقيقات التي أجريت بهذا الشأن أنّ الموضوع المذكور كان أحد معاجز نبي الإسلام صلى الله عليه و آله ؛وعليه فلا يمكن القول إنّ الحادثة لم تذكر في التاريخ. كان ما سبق خلاصة البحث بشأن مسألة شق القمر التي يمكن إثارتها بهذا الخصوص(1) .


(1) اقتباس من كتاب “المعراج، شق القمر والعبادة في القطبين”.