پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص145

فإنّ هذه الأجزاء تنجذب إلى بعضها كلما قربت المسافة بينها(1) .

هذا من وجهة نظر الهيئة الجديدة ؛ أمّا من وجهة نظر الهيئة القديمة وامتناع الخرق والإلتئام في الأجرام الفلكية التسعة فلاحاجة لبحثها بعد أن فند العلم الحديث تلك النظرية.

ونستنتج ممّا سبق أنّه ليست هنالك من استحالة يذكرها العلم بشأن حادثة شق القمر.

المبحث الثاني:

إنّ أول دليل على وقوع معجزة شق القمر، الآية القرآنية الشريفة:

« اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُوَانْشَقَّ الْقَمَرُ – وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ – وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُواأَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ»(2) .

وقد قال مفسّرو الفريقين إنّ الآيات المذكورة واردة بشأن قضية شق القمر وهي المعجزةالتي حدثت على عهد النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ، ومن تلك التفاسير الشيعية: تفسير البيان، ومجمع البيان، وأبو الفتوح الرازي، ومنهج الصادقين، والصافي، والبرهان، ونور الثقلين، وشبّر، ومن التفاسير العامة: تفسير الطبري، والدر المنثور، والفخر الرازي، والبيضاوي، والكشاف، وفي ظلال القرآن. وصرح المرحوم الطبرسي صاحب مجمع البيان في ذيل الآيات المذكورة أنّ المفسرين كافّة يعتقدون بأنّ الآيات واردة في معجزة شق القمر على عهد النبي صلى الله عليه و آله . كماقال الفخر الرازي إنّ جميع المفسرين يؤمنون بأنّ آية شق القمر وقعت على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله .

أضف إلى ذلك فقد وردت أكثر من 40 رواية في مصادر الفريقين بشأن شق القمر. وبناءًعلى هذا فليس هنالك من شك في نزول الآيات المذكورة بشأن وقوع معجزة »شق القمر».


(1) ربّما يكون المراد من الإنشقاق حدوث بعض التشقق لا أنّ القمر انفلق إلى جزئين بحيث انفصل أحدهما عن الآخر، لأن المعنى اللغوي للانشقاق يناسب هذا التفسير، فإن كان كذلك فإنّ الالتئام يبدو سهلاً.



(2) سورة القمر، الآية 3 – 1.